لكَ الله يا أقصى تقنعت باكياً وكلُّ صناديدِ الرجالِ أسيرُ
بكيتَ وأيدي الجاهلياتِ تلتقي عليكَ، وعجلُ السامريُّ يخورُ
يديرُ رحاها ألف كسرى وقيصرٍ وألف حييٍّ للمديرِ مديرُ (32)
· شارك الإخوان المسلمون الفلسطينيون في الجهاد عندما اندلعت حرب 1948م، بالرغم من حداثة تنظيمهم، وقلة إمكاناتهم. إذ يذكر كامل الشريف قائد متطوعي الإخوان المسلمين في حرب فلسطين:" أن ثمانمائة مجاهد من أبناء فلسطين معظمهم من المتأثرين بالإخوان المسلمين شاركوا معه بالجهاد في جنوب فلسطين"(33).
· ويتحدث كامل الشريف أيضاً عن جهاد الإخوان المسلمين معه في منطقة يافا، وعن مشاركتهم في الهجوم على مستعمرة بتاح تكفا(34).
· ويتحدث عارف العارف أنه كان للإخوان المسلمين في يافا قوات متحركة يبلغ عددها ثلاثين مجاهداً بقيادة حسن عبد الفتاح والحاج أحمد دولة. وقد شاركوا في العديد من العمليات ضد اليهود(35).
وفي منطقة القدس شارك إخوان فلسطين في القتال مع إخوانهم القادمين من البلاد العربية(36).
· كما شارك الإخوان المسلمون السوريون بالجهاد في فلسطين، وكان عددهم حوالي مائة يقودهم المراقب العام للإخوان د. مصطفى السباعي، وقد اشتركوا ببسالة في معارك القدس مثل معركة باب الخليل ومعركة القسطل ونسف الكنيس اليهودي الذي اتخذه اليهود مقراً حربياً لهم(37).
· كما شارك الإخوان المسلمون في الأردن في حرب فلسطين وكان قائدهم الحاج عبد اللطيف أبو قورة، وخاضوا العديد من المعارك ضد اليهود(38).
· وكان للإخوان المسلمين العراقيين دور بالجهاد في فلسطين، فبعد أسبوع واحد من قرار التقسيم ساهم الإخوان المسلمون بقيادة الشيخ محمد محمود الصواف في تأليف جمعية إنقاذ فلسطين في بغداد، وكان الكثير من الإخوان بين المتطوعين الذين توجهوا إلى فلسطين، وبين قوات جيش الإنقاذ، وكانت لهم مشاركات فاعلة في المعارك بشمال فلسطين(39).
· عاد القساميون للمشاركة في ميادين الجهاد من جديد عندما أُعلنت الحرب عامي 47-1948م، وقد عمل معظمهم تحت توجيه الحاج أمين الحسيني ضمن جيش الجهاد المقدس، وظل القساميون يعملون وبالذات في مناطق الشمال. وقد أوقعوا في صفوف اليهود خسائر فادحة.
· ومن أشهر المعارك التي خاضتها قوات الجهاد المقدس معركة القسطل، وكان عبد القادر الحسيني قد طلب مساعدة اللجنة العسكرية للجامعة العربية بالسلاح لاسترداد القسطل، وعندما رفضوا خرج من عند رئيسها وهو يقول بصوت مرتفع "أنتم خائنون، أنتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين، سأحتل القسطل، وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين"، وفي 8-إبريل-1948م انتصر عبد القادر ورفاقه في معركة القسطل، وحرروها بعد أن قتلوا حوالي 350 يهودياً. واستشهد قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني في هذه المعركة.
· انحسر التيار الإسلامي في فلسطين ومصر وبقية الدول العربية بسبب بروز الأنظمة التي رفعت شعارات القومية والثورية، وبسبب محاربة هذه الأنظمة للتيار الإسلامي واتهامه بالعمالة والرجعية. وتعلق الناس ببعض هؤلاء الزعماء وظنوا أنهم صادقون جادون في تحرير فلسطين.
· وعندما رأت الشعوب الهزائم المتتالية لهؤلاء القادة والزعماء، وعرفت عمالتهم الخفية للدول الكبرى، بدأت بالعودة إلى دينها، وقد نشط الإخوان المسلمون في مصر وفلسطين وفي غيرهما من الدول العربية في توضيح الحقائق للجماهير ونشطوا في كسبهم وتوعيتهم وتربيتهم على مبادئ وتعاليم الإسلام، وأسهموا بشكل فاعل في بروز الظاهرة التي عرفت بالصحوة الإسلامية.
· آثر الإخوان المسلمون في فلسطين أن لا يبدءوا مرحلة قتال اليهود إلا بعد أن يصنعوا جيلاً مؤمناً ملتزماً بدينه، محباً للجهاد في سبيله، وخصوصاً أن كثيراً من أبناء فلسطين قد تأثروا خلال فترة سيطرة الأنظمة الثورية بأفكار إلحادية وعلمانية وابتعدوا عن دينهم، وقد استمر الإخوان في عملٍ جادٍ ودؤوب، استمر طوال فترة السبعينات من القرن الماضي، وبداية الثمانيات، وعندما تحققت أهدافهم، وأصبح التيار الإسلامي هو الأقوى والأكثر شعبية في صفوف الفلسطينيين، بدأ الإعداد للجهاد المسلح ضد اليهود.
· في سنة 1980م كشف الكيان الصهيوني تنظيم أسرة الجهاد في قرى المثلث وأم الفحم وكفر قاسم وقلنسوه وباقة الغربية، وقد قام هذا التنظيم بتدمير العشرات من المرافق الاقتصادية، وإحراق السيارات والمعامل و البساتين الإسرائيلية.
· وفي سنة 1983م، كشفت السلطات الإسرائيلية أسلحة داخل قبو في أحد المساجد، وقبضت على الشيخ أحمد ياسين وعدد من الإخوان المسلمين وحاكمتهم بتهمة الانتماء لتنظيم معادٍ لإسرائيل، وحكم على أحمد ياسين بالسجن ثلاثة عشر، عاماً ثم خرج في عمليتي تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية والكيان الإسرائيلي في 20-مايو 1985م.
· أنشئت في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات حركة الجهاد الإسلامي، وكان أبرز قادتها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ عبد العزيز عودة، وقد ركزت هذه الحركة على المعاني الجهادية وتحرير الوطن وتنظيم العناصر للقيام بالعمليات العسكرية، واستطاعت القيام بعدد من العمليات الجهادية.
· فجر الإسلاميون الانتفاضة في ديسمبر 1987م، وواجهوا اليهود بحماس كبير، ونوعية مختلفة من الشباب لم يعهدوها من قبل، وقد حدث ذلك في وقت كانت إسرائيل تتهيأ لإبرام اتفاقيات مع قادة م.ت.ف. تحقق مصالحها فقط، وقد شارك في هذه الانتفاضة الشعب الفلسطيني بكافة فصائله، لكن دور الإسلامين فيها كان الأكثر بروزاً.
· شكل الإخوان المسلمون حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي حسب ميثاقها تعتبر الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها، وإليه تحتكم، ومنه تسترشد خطاها