من صفات طالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
أما بعد: ذكر الإمام الجرجاني -رحمه الله- أبيات من الشعر يذكر فيها ما ينبغي على
طالب العلم أن يكون ، وقد كان العلماء يلقنون طلابهم هذه القصيدة كما قال الشيخ
بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في كتابه حلية طالب العلم، يقول صاحب الأبيات:

يقولون لي فيك انقباض وإنما ..........رأوا رجلا عن الذل
أحجما

أرى الماس من دانهم هان عندهم..........ومن أكرمته عزة
النفس أكرم

ولم أقضي حق العلم إن كان كلما..........بدا طمع صيرته
لي سلما

وما كل برق لاح لي يستفزني..........ولا كل من لاقيت
أرضاه منعما

إذا قيل لي هذا منهل قلت قد أرى.......... ولكن نفس الحر
تحتمل الظما

أنهنهها عن بعض ملا يشينها..........مخافة أقوال العدا
فيم أو لما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي..........لأخدم من لاقيت
لكن لأخدما

أاشقى به غرسا وأجنيه ذلة..........إذا فاتباع الجهل قد
كان أحزما

ولو أن أهل العلم صانوه لصانهم..........ولو عظموه في
النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهانوا ودنسو..........محياه بالأطماع حتى
تجهما

هذه صفات طالب العلم التي ينبغي عليه أن يتمثل بها وأن
يبقى متمسكا بها، لأن العلم عزيز وعظيم فلا يذل نفسه ويبقي العلم محترما
،معظما،فلا يلين في جانب من لا يريد الحق، بل يبقى طورا شامخا، ثابتا، وأما أن
يجعله الإنسان سبيلا إلى المداهنة وإلى المشي فوق بساط الملوك وما أشبه ذالك، فهذا
أمر لا ينبغي ، ولم يكن الإنسان صائنا اعلمه إذا سلك الإنسان هذا المسلك.

والواجب قول الحق ،لكن قول الحق قد يكون في مكان دون
مكان لهذا لا بد أن يستعمل حكمته كي يضع الأمور في موضعها، والحكمة هي العلم كما
فسرها العلماء وكذالك هي وضع الشيء في محله، يقول تعالى{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} ويقول كذالك{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا
كثيرا}، هذا من باب تعامله مع الناس.

ومن صفاته أن يسيء
الظن بنفسه ،وإحسانه بالناس إلا إذا ظهر منهم عكس ذالك ، لقول عمر بن الخطاب -رضي
الله عنه- كنا نحكم على الناس بالوحي فلما انقطع الوحي بموت رسول الله -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- صرنا نحكم عليهم بالظاهر ونكل سرائرهم إلى الله، وقد كان عبد
الله بن المبرك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد:

لا تعرضن بذكرنا مع
ذكرهم...ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

هذا إمام الدنيا في
زمانه يقول هذا وكانت تضرب إليه أعناق الإبل، وقد سافر إليه أحد العلماء وذكر في
ذالك شعر

خلفت عرسي يوم السير
باكية......ياابن المبارك تبكيني برنات
خلفتها سحرا في النوم لم أرها.....ففي فؤاد منها
شبه كيات
أهلي وعرسي وصبياني تركتهم....وجئت نحوك من تلك
المفازات
أخاف والله قطاع الطريق بها....وما أمنت بها من
لذغ حيات
موسوفزات بها رقش مشوهة....أخاف صولتها في كل
حالات
هكذا كانت أخلاق العلماء ومع ذالك متواضعين .
ومن صفاته أن يعمل بما علم حتى يكون حجة له لا عليه كما
ثبت في الحديث{القرآن حجة لك أو عليك} وحتى لا يكون ممن تسعر بهم جهنم لورود الحديث{
أول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم عالم} نسأل الله العافية
كذالك طالب العلم لا بد أن يختار الصديق المناسب لورود
الحديث {المرىء على دين خليله فالينظر أحدكم من يخالل } إذا كان صاحبك عالم ، تصير
بإذن الله عالم ، وإذا كان فقيه كنت فقيه وإذا كان حكيم كنت حكيم،وهكذا والعلماء
يحذرون من مصاحبة الأحمق كي لا يتأثر بحمقه فيصير مثله، لأن الطباع سراقة، والناس
كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، وكثيرا ماكان يقول لي شيخي {ليس الصديق
الذي يصّدقك، ولكن الصديق الذي يَصدقك} أي إذا رأى منك شيء يشينك نصحك وبين لك ،
وينهاك عن ما يشينك ويفتح لك أبواب الخير و يدلك عليه.

هذه بعض صفات طالب العلم علنا نحضى بها ونكون أهلا لها.

وكتبه: أخوكم في الله أبو أسا مة الجزائري

زائر

السلام عليكم
ماشاء الله أخي أبوأسامة
أتمنى أن نتحلى بهذه الصفات
فعن أنس رضي الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ) . [ رواه الترمذي ]
ننتظر المزيد من ابداعك أخي

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اختي في الله وبارك الله فيك، أسأل الله أن يجعلنا من طلبة العلم، هذا امامنا وعالمنا الشيخ الألباني -رحمه الله- وكثيرا ما يقول أنا طالب علم أو طويلب علم، فما بالك نحن، نقول الله المستعان.

» تعريف بالصحابي الجليل (علي بن ابي طالب)
» نعمة طلب العلم
» أهمية العلم الشرعي ورفعة منزلته
» تعليم العلم الشرعي عن طريق الشات
» أسباب زيادة الإيمان:طلب العلم