هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة   الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة I_icon_minitimeالإثنين مارس 23, 2009 11:33 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة

الحلقة الاولى.. : الإسلام يقبل الآخر

في مواجهة الخطاب المتحيز الذي يرمي الإسلام بالعنف، لابد أن يقوم الفكر الذي يقف إلى جانب السلم، و ينتمي إليه انتماء مبدئيا مهما كانت الأسباب، على تصورات بنيوية معمقة في أصول ديننا التصورية و العقدية، حتى لا يكون فكرا تعميميا سطحيا يتبخر عند أول ردة فعل أو نهزة مكيافيلية.

نجد دائما أن الانزلاق إلى تبني العنف و التنظير له في نظريات القوة و في حضارات العنف و السيطرة، يتأسس في العمق على ثلاثة أسباب: إما عدم قبول الآخر، أي السعي إلى نفيه و بالتالي إباحة استعمال القوة لمحوه من الوجود محوا ماديا و إما عدم قبول الاختلاف معه ، مما يعني صهره و إدماجه و إرهاقه و الضغط عليه و تنميطه كما تفعل العولمة اليوم لمحوه معنويا. و إما الجهل بطبيعة الإنسان من حيث الظن بأن طبيعته تقبل القهر، إكراها له على التخلي عن المبادئ و القيم التي يؤمن بها، أو تغييرها تحت ضغط القهر.

و قد برهن الإسلام بما يكفي عن قبوله بالآخر، و عن قبوله بالاختلاف مع الآخر، و عن إدراك عميق و سليم لطبيعة الإنسان. و النتيجة الطبيعية لأي منظومة فكرية أو عقدية و حضارية تقبل الآخر و تقبل الاختلاف معه و تدرك بعمق طبيعة الإنسان: هي انتفاء العنف منها تلقائيا، بحيث لا يحتاج ذلك إلى تنظير إضافي مستقل، كما لا يحتاج إلى تأسيس قائم الذات في هذه الموضوعة، بل قد لا تطرح الموضوعة أصلا للنقاش.

إن الإسلام يؤسس لقبول الآخر تأسيسا عمليا و واقعيا عندما يرفض كل أشكال العنصرية تجاهه كما أنه يرفض تصنيف الآخر بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو غيرها من المميزات "غير الاختيارية"، و بالتالي لا يمكن أن ينشأ في ظل التصور الإسلامي موقف يرفض الآخر، يؤدي إلى تسويغ العنف ضده لسبب لوني أو لسبب عرقي أو أي سبب آخر بالوراثة !

و هكذا تنتفي ذاتيا كل أسباب ممارسة العنف ضد الآخر لإذلاله أو إقصائه أو محوه محوا ماديا من الوجود، ما دام يتأسس في ضمير الإسلام التلقائي و المنطقي و المؤصل، كل أشكال قبول الآخر، عوض كل أشكال رفضه.

بل لنأخذ حتى المميزات الاختيارية، و على رأسها المميز العقدي. قد يبدو للوهلة الأولى بالنسبة لدين كالإسلام جاء يقول إنه خاتم الديانات و أنه ناسخها و المهيمن عليها، أنه قد يقع في الاقصاء، و ما يجره من عنف،من هذا المنظور. لكننا بالعكس نجد أن القرآن الكريم في عدة مقاطع عندما يحدد علاقته بالديانات السابقة، قبل أن يقول: "و مهيمنا عليه"، يقدم قبلها: "مصدقا لما بين يديه من الكتاب"..المائدة.. و ليست الهيمنة إقصاء، و إنما هو التصحيح و التنبيه إلى ما وقع من التحريف في هذه الديانات، و رد لها إلى أصلها المشترك مع الديانة الإسلامية، و الذي هو الأصل الإبراهيمي أو الأصل الآدمي. و الدليل على أن "الهيمنة" هنا هي مفهوم تكاملي و ليس مفهوما إقصائيا هو ما نلمسه على مستوى التصور و السلوك النبويين، و كذلك سلوك الصحابة في فقه التعامل مع غير المسلمين:

فعلى مستوى التصور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي صحيح بين فيه موضعه بوضوح عبر مثال فقال: "إنما مثلي و مثل الأنبياء من قبلي كرجل بنى بيتا فأحسنه و أكمله و جمله إلا موضع لبنة في ركن. ثم طفق الناس يطوفون بالبيت و يقولون ما أجمله و أكمله لولا تلك اللبنة... فأنا اللبنة و أنا خاتم النبيئين" (البخاري)، فجعل النبي (ص) لدوره و لرسالته و لموقعه موقع لبنة صغيرة في ركن قصي من بيت كبير. و هذا ليس تكاملا فقط، بل هو تواضع كبير أيضا! و لا يمكن لدين يرى نفسه مجرد لبنة في بناء ضخم أن ينفي هذا البناء أو أن يزيله من الوجود بأي شكل من أشكال العنف ، لكي يجعل اللبنة بديلا للبيت. فاللبنة لن تؤدي وظائف البيت و لن تكون بديلا له أبدا، على مستوى الواقع البشري العام، لا بمنطق الحق المجرد.

أما على مستوى فقه الصحابة المستمد من الفقه النبوي في التعامل مع الآخر، فعندما فتح عمر بن الخطاب بلاد فارس عرض له إشكال فقهي جديد في إطار المستجدات التي تحوج إلى اجتهاد، و هي أنه يتعامل مع نمط جديد من الاعتقادات الجماعية الذي هو المجوسية. استشار عمر الصحابة بعد أن احتار في الأمر، ذلك أن القرآن و السنة النبوية يؤسسان للعلاقة مع اليهود و النصارى ضمن مفهوم "أهل الذمة"، بحيث تقوم العلاقة معهم على عقد تشارطي يسمح لهم بالعيش مع المسلمين، و التمتع بالحرية في العبادة و العلاقات الاجتماعية، على أن يترك لهم كل ما يتعلق بالأمور الداخلية. لكن المجوسية ديانة أرضية غير سماوية و غير مذكورة في القرآن الكريم، و لا يوجد موقف صريح من أهلها فيه، و انطلاقا من مبدأ التوحيد الإسلامي الصارم، يفترض أن يكون هناك موقف جذري منها و هو الرفض. فإذا بعبد الرحمن بن عوف يقول: "أشهد على رسول الله أنه قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب" (أبو يوسف، كتاب الخراج) . و بذلك تم توسيع مفهوم الذمية من حيث هي تأسيس لعلاقة إنسانية راقية تقبل الآخر، و تضمن له حقوق حرية العبادة و حرية الاعتقاد و حرية المؤسسات التعبدية، و الفقه الخاص الذي تنبني عليه العلاقات الاجتماعية و الأحوال الشخصية. كما تم توسيع هذا المجال لكي يشمل كل الديانات المرفوضة مبدئيا بما فيها ديانات أرضية وثنية، و ديانات ليس فيها موقع لله أصلا.
* أبو زيد المقرئ الإدريسي : كاتب مغربي.
يتبع



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
 
الإسلام و العنف: جدلية الفهم و الممارسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأسرة في الإسلام
» أول من نصر الإسلام امرأة
» مكانة المرأة في الإسلام
» بين الإسلام والعلمانية.. هل ثمة استيعاب؟
» تحية إلى فتيات الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الدراسات العلمية :: منتدى ** قضايا الامة **-
انتقل الى: