هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نصر حسان




عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 26/04/2009

حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) Empty
مُساهمةموضوع: حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )   حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) I_icon_minitimeالأحد أبريل 26, 2009 2:39 pm

الجزء الأول


خلال الأيام الماضية عاتبني البعض في أن طريقتي في النقاش حول أحداث غزة الأخيرة في كثير من المنتديات ، و المدونات كانت شديدة الغلظة ، يملؤها الغضب ، و يبدو فيها الانفعال الشديد ، و هي طريقة لم يعهدوها علي .. و هي ليست ناجحة في إدارة الحوار المقنع الذي يمكننا من خلاله الوصول إلى نتيجة ملموسة يظهر فيها الصواب و يندثر بعدها الخطأ ..
و الحقيقة رغم أنني أتبنى التعددية الفكرية ، و مبدأ ضرب الفكرة بالفكرة ، و عدم الاحتكار الفكري .. إلا أني خلال هذه الأثناء كنت في حالة من الصدمة النفسية و الفكرية – ولا زلت - لما شاهدت و قرأت من تصريحات لكثير من المثقفين ، و كتابات لكثير من أصحاب القلم ..
أحسست أن هناك إجماعا على هضم الحق بشكل غير معهود ..

يحكى أن رجلا في إحدى قرى الصعيد المصري كان كثير الكذب ، و تلفيق الإشاعات .. لدرجة أن بسببه قامت حروب بين عائلات القرية ، ضاعت فيها الأرواح ، و يتمت فيها الغلمان ..
فابتلى الله هذا الكذاب بمرض يجعله يجيب دائما بعكس المراد .. فإن سألوه عن يده اليمنى ، أشار إلى اليسرى .. و إن سألوه أين الشمس ؟؟ أعطى ظهره إليها و أشار ..

هذا ما رأيته فعلا في الأيام الخوالي .. لقد رأيت الناس تعطي ظهرها للشمس و تشير .. رأيت الناس تعطي ظهرها للحق البين و تولي وجهها شطر الباطل ..

رأيت الخيانة - في عرف الكثيرين - حكمة ، و رأيت الجهاد تهورا ..
رأيت العمالة حنكة ، و رأيت المقاومة فتنة و فسادا ..
رأيت المجرمون و الخونة يجلسون فوق العروش ، يأمرون و يتآمرون .. و يهتف لهم ، و يسبح بحمدهم ..
و أهل الشرف و الصديقون و المجاهدون معذبين ، مسجونين خلف جدران المعتقلات و السجون ..

رأيت إجماعا على خنق الحق ، و تعظيم الباطل ..
إجماعا حتى من أهل الفكر و العقل ، ممن وثقت في رأيهم دائما ، و تعلمت منهم الكثير ..
حتى من أساتذتي الذين تعلمت منهم بسالة الكلمة ، و التضحية من أجل إنصاف الحق ..
رأيتهم اليوم يتنازلون عن الحق ، و يهتفون للباطل ، و يقدمون له الصلوات ..

أليست كل هذه الأشياء تدعو إلى الغضب ، و الاستياء .. ؟!!
لقد أصبت بالصدمة لما تكشفت أمامي جملة من الحقائق كنت غافلا عنها .. صدمة نفسية و فكرية أصابتني بعد أن تساقطت أمامي مجموعة من القيم كنت أظنها متفق عليها ..
و هو ما يمكننا أن نسميه انفضاحا صارخا في الواقع الفكري و السياسي ..

و سأفسر ما أقول باختصار خلال هذا الموضوع الذي أسأل الله أن يجعله قذيفة يقذف بها الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ..

أولا : الواقع الثقافي :

توقف إطلاق النار ، و انتهت المعارك العسكرية بشكل جزئي بين المقاومة و جنود الإحتلال .. لكن حربا أخرى مازالت دائرة ، و ستظل ، و لن تنتهي أبد الدهر حتى يمكن الله للإسلام ، و يسود الحق ..
إنها حربنا الفكرية ..

لقد كشفت أحداث غزة أن الواقع الفكري العربي يحتاج إلى إعداد من جديد .. فقد تبين أن أحلاف الباطل كثيرون ، و ذيولهم من المغيبين الغافلين أكثر .. و أهل الحق ، المدافعين عن الفضيلة و النخوة مخنوقون أمام كثرة أحلاف الباطل ، و إمكانياتهم ، و تفننهم في جعل باطلهم واقعا مستساغا ..

فقد ظهر أن الواقع الفكري مقسم بين ثلاثة أمم :

أمة تناصر الباطل مناصرة ظاهرة ، ليس فيها استحياء ، أو مداراة للعورات .. كشفت عن وجهها القبيح ، و الأقبح أنها تبرر لباطلها ، و تروج له بما تملكه من إعلام ، و إعلان .. و تقطع أي لسان ينطق بالحق ، بما تملكه من أدوات البطش .. و بما كسبته من خوف أعدائها ..

و أمة أخرى تهتف لتلك .. و منها من يعلم أن تلك على الباطل .. و لكن دفعها إلى مناصرتها ظهور الباطل ، و سيادته ، و تربعه على العرش .. و الناس دوما يحبون أن يكونوا مع السائد القوي حتى و لو كان باطلا ، يناصرونه علنا أو يسكتون عن محاربته ، لكنهم في كل حال يرددون مبرراته حتى ترتاح ضمائرهم و تقر أعينهم ليعيشوا في راحة بال ، أو قل : ليعيشوا سكارى ..

و أمة ثالثة ، تكافح من أجل إظهار الحق ، و يعينها أن الحق – أصلا – قـــوي و بـــيـّـن ، و لكن تحاصرها أحلاف الباطل ، لتسكت صوتها ، و تدفنها و تدفن الحق معها .. و ضعف إمكاناتها يفقدها القدرة على تقديم المبادرة ، و فرض الحق الذي تريده و يراد لها و منها ..

هذه هي حقيقة الواقع الفكري .. و رغم أن هذا الواقع ثابت دوما في تاريخ أي صراع بين الحق و الباطل .. لكنه في هذه الأثناء بدا أكثر انفضاحا .. فبدا أهل الشرف و النخوة في خجل من شرفهم و نخوتهم ، و بدا أهل الخسة و النذالة يتباهون ، و ينتفشون بخستهم و نذالتهم ..

**

المعادلة واضحة و بسيطة ، و لكن عقدناها

في خضم الأحداث ، هيأت لي الظروف أن أشارك في كثير من النقاشات ، سواء كانت الكتابية أو الحية .. و قد وجدت عجبا كثيرا ..
وجدت إجماعا على هضم الحقائق البينة ، التي يدركها الطفل الصغير الذي لم تتلوث فطرته ببكتيريا الفساد السياسي و الإعلامي .. وجدت الناس تتعمد أن تنكر الحقيقة - الواضحة أصلا - التي لا تحتاج إلى توضيح . و يجادلونك جدال المقتنع المؤمن بفكرته ..
فإن طفح بك الكيل ، و قلت لهم : اتقوا الله ، فقد طعنتم المجاهدين في ظهورهم ..
قالوا لك : هذه عادتك !! .. أنت و أمثالك .. من لا يوافقكم الرأي يصبح – عندكم - خائنا ، و خارجا من الملة ..

و الحق أنني سأبتعد عن توصيف هذا الموقف دينيا .. حتى لا يلمزوني ، و يأخذوني بانتمائي الثقافي والديني ، و لكن يمكنني أن أوصف هذا الموقف أخلاقيا بأنه انسلاخ عن الفطرة البشرية التي فطرنا الله عليها .. الفطرة البسيطة ، فطرة أهل النخوة و الشهامة ، و الكرم ..
فطرة أهل القرية القدامى ، الذين كانوا إذا مرض منهم رجل ، أعلنت القرية حالة طواريء .. يتعاونون في السراء و الضراء .. و تقام الحروب السجال إذا أهينت مرأة من نساء القرية في عرضها أو في شرفها ..

لقد فقدنا هذه الأخلاق ، حينما ظننا أن المدنية المستوردة هي الحضارة و هي الرقي .. و حينما ألبسنا الأحداث أثوبة أخرى تخالف واقعها ..

تحدثت مع مجموعة من الشباب جالسوني قدرا في سيارة الميكروباص ..
فقالوا لي : و ماذا تريد من النظام السياسي أن يفعل ؟!!
قلت لهم ببساطة : أن يفتح المعبر ، و أن يرسل للمجاهدين و لأهل غزة كل ما يساعدهم على الصمود ، من سلاح و غذاء و دواء و حتى جنود لو تطلب الأمر .. و أن يرضخ لقرار القضاء المصري و يوقف تصدير الغاز ..
أهذه أشياء ثمينة ؟؟ !!

قالوا لي : أنت تفكر في الأمر ببساطة عجيبة ، و السياسة ليست هكذا .. إن في الأمور أبعادا أخرى يجب أن تراعى ..

قلت لهم : إن إسرائيل تفكر كما أفكر .. تفكر ببساطة ووضوح ..
لقد شنت حربا على دولة بأكملها بسبب أسر جنديين لها .. و هي مستعدة لأن تحارب أي دولة إذا أهانت هذه الدولة كرامتها ..
و ها هي اليوم تدك غزة و تقتل الآلاف ، ردا على صواريخ تقتل العشرات ..
إن إسرائيل تفكر بتلك البساطة التي أفكر بها .. و لا تزعج عقلها بلعبة السياسة التي لازلنا نلهث خلفها ..
إن قتل منها فرد قتلت الآلاف في المقابل .. و لا تعبأ بأي اتفاقيات ..
أما نحن فما زلنا نتحدث عن لعبة السياسة ، و الأبعاد الأخرى ..

أحرى بنا أن نفكر بتلك البساطة التي تفكر بها إسرائيل .. و نثأر لقتلانا كما تثأر ، و ندافع عن كرامتنا كما تدافع ..
أحرى بنا ألا نصدع رؤوسنا بلعبة السياسة ، و بتعقيدات الاتفاقيات الدولية .. و أن ننهج النهج البسيط الذي تنهجه إسرائيل في الزود عن كرامتها .. و الدفاع عن أبنائها ، و الثأر لهم ..


عدل سابقا من قبل نصر حسان في الأحد أبريل 26, 2009 2:46 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نصر حسان




عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 26/04/2009

حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )   حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) I_icon_minitimeالأحد أبريل 26, 2009 2:43 pm

حماس ومعركة الاعتراف
ينظر الكثيرون- من أصحاب البصيرة القصيرة و القاصرة - للوضع القائم في فلسطين اليوم على أنه صراع بين ثلاثة أطراف ..
الطرف الأول هو الاحتلال الذي ليس له هدف سوى تحقيق الأمان لمواطنيه و العيش بسلام – على حد زعمهم - ..
و الطرف الثاني هو السلطة الفلسطينية التي تتعامل بحكمة مع اسرائيل ، و لا تسعى لاستفزازها ، من أجل حماية الشعب الفلسطيني من حماقات الاحتلال ..
و الطرف الثالث هو ( حماس ) - ومن خلفها الفصائل الفلسطينية المقاومة - التي تسعى إلى السلطة – على حد زعمهم - ، و لا تكاد تكف عن استفزاز إسرائيل بكثير من الحماقات مما يؤدي إلى قتل مئات من الضحايا الفلسطينيين ..

و أصحاب هذا الرأي يعتبرون أن حركات المقاومة تعمل وفق أجندة إيرانية هدفها زعزعة الإستقرار في المنطقة ، و إضعاف الصورة العربية .. من أجل فرض ذاتها كبديل إقليمي جديد ..

حدثني بهذه النظرة أحد الكتاب المصريين .. فقال لي : لماذا فعلت حماس ذلك ؟ لماذا استفزت إسرائيل ؟ أهي الآن سعيدة بقتل الآلاف ؟؟ !!
ألم يكفها ما تسببت به من شق للصف الفلسطيني بعد انقلابها المشئم ؟!!
ألم يكفها أنها تسببت في حصار قطاع غزة بسبب مواقفها المتعنتة الحمقاء ؟؟

و الكاتب الصديق معذور .. فهو كاتب بجريدة حكومية مصرية ، و لاشك أنه لا يتاح له معرفة سوى ما يريد النظام المصري له أن يعرف ..
و لو أن الأستاذ قرأ في التاريخ المعاصر ، و تدبر حقيقة الصراع ، لعلم أن المسألة ليست مسالة استفزازات ، و ليست مسألة سلطة تسعى لها المقاومة ، و لعلم أن الأجندة الإيرانية ليس لها وجود على الواقع الفلسطيني .. و لعلم أن المعركة الحقيقية ليست معركة أمن المواطنين اليهود ، أو صواريخ المقاومة ..
و لكن هناك معركة أخرى دائرة منذ أكثر من نصف قرن ، هي محور الصراع ..
إنها معركة ( الاعتراف ) ..
إنها المعركة التي بذلت لأجلها إسرائيل الغالي و الرخيص منذ نشأتها و حتى الآن ، و قدمت لأجلها مشاريع و اتفاقيات .. و في المقابل كانت المقاومة الفلسطينية هي الصخرة التي تصطدم بها رأس الكيان الصهيوني ..

و أجدني ملزما أمام قارئي أن أوضح له ببساطة حقيقة الصراع ..
و سأحكي الحكاية من أولها ببساطة ..:

مرت إسرائيل بأربع مراحل في تاريخها القصير منذ أن كانت فكرة الوطن الذي يضم يهود العالم مجرد حلم لدى بضعة شباب من مثقفي اليهود في أوروبا ، إلى تلك اللحظة التي نشهد فيها الآن صراعا بينها و بين المقاومة الإسلامية التي تمتلك الشرعية السياسية ، و الوجود السياسي في قطاع غزة ..

المرحلة الأولى : من 1845 إلى 1947 ..

هي مرحلة نشر الفكرة ..
و قد سعى فيها مجموعة من الشباب اليهودي و في مقدمتهم الصحفي الألماني ( تيودور هرتزل ) إلى الحصول على الاعتراف الدولي بفكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .. و حاول هرتزل مساومة الخليفة السلطان عبد الحميد على فلسطين لكنه رفض رفضا باتا و منع هجرة اليهود إليها .. مما أدى بعدها إلى تآمر اليهود لإسقاط الخليفة ، و العمل على القضاء على الدولة العثمانية و تمكنوا من ذلك ، نتيجة لانتشارهم الواسع في الدولة انذاك ..
و قد استطاع هرتزل الحصول على وعد من وزير الخارجية البريطاني بلفور بإنشاء و طن قومي لليهود في فلسطين ..
و استطاعت الصهيونية فعلا الحصول على تأييد عالمي للفكرة .. و سرعان ما تدفقت الهجران اليهودية إلى فلسطين في حماية الإنتداب البريطاني .. و عملت هذه الهجران على تأسيس مشاريع زراعية وصناعية و عسكرية تكون نواة لقيام وطنهم ..


المرحلة الثانية : من 1948 إلى 1967

و هي مرحلة تأسيس الدولة ..
فقد أعلنت العصابات الصهيونيية تأسيس الدولة اليهودية ، و قد حظيت على تأييد الرئيس الأمريكي ترومان .. ليأخذ الكيان الصهيوني شرعية دولية بعد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين اليهود و الفلسطينيين ، مع بقاء القدس منطقة دولية ..
و دعم هذا الاعتراف الدولي هزيمة العرب في 1948 ، و قبولهم وقف إطلاق النار .. و اضطرارهم إلى الرضوخ لما هو أسوأ من قرار التقسيم ..
و هذا الرضوخ كان بداية إعطاء إسرائيل صورة الدولة ..
لكن رغم ذلك ، فإن العرب عمليا ظلوا في موقف الصمود و رفض الإعتراف بإسرائيل .. وبرغم عدوان 1956 ظل العرب صامدين .. و في موقف الممانعة و عدم الاعتراف بإسرائيل ..
إلى أن حدثت نكسة 67 ..

المرحلة الثالثة : من 1967 إلى 1973 ..

و هي مرحلة جس النبض لمعرفة : هل لدى العرب قابلية للاعتراف بإسرائيل ؟ أم لا ؟

فبعد عدوان 67 الذي انهزمت فيه الجيوش العربية انهزاما مدويا .. جعلها تصبح معدومة القوة العسكرية ، انتهت الحرب بأحتلال أسرائيل لقطاع غزة و شبة جزيرة سيناء من مصر و القدس الشرقية العربية و الضفة الغربية من نهر الأردن و هضبة الجولان من سوريا ..
كل ذلك جعل العرب يقبلون القرار رقم 242 بعد عدوان 1967مباشرة والذى ينص على حق اسرائيل فى الوجود مقابل الانسحاب من اراض تم احتلالها عام 67 ..

و رغم أن العرب تراجعوا عن هذا الاستسلام بعد إجماعهم على مقررات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذى رفع شعار اللاءات الثلاثة : لا صلح ، لا تفاوض ، لا اعتراف ..
إلا أن إسرائيل تمكنت في تلك الفترة من جس النبض العربي ، و إدراك حقيقة أن النظام العربي مذبذب و أن لديه قابلية للاعتراف بإسرائيل آجلا أم عاجلا ..

المرحلة الرابعة : من 1973 إلى الآن ..

و هي مرحلة الفوز الإسرائيلي في معركة الإعتراف ..
فرغم أن الجيوش العربية حققت انتصارا عسكريا هائلا في حرب العاشر من رمضان .. إلا أن الضربة القاسمة الحقيقية للأمة كانت بإقدام الرئيس الراحل السادات على معاهدة كامب ديفيد ، و تقديمه هدية الاعتراف بإسرائيل في تلك المعاهدة و تلاها توقيع معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل ، لتنسحب مصر من الصراع و تعطي إسرائيل اعترافا من أكبر دولة عربية ..

و توالت بعد ذلك الاعترافات العربية اعترافا تلو الاعتراف ..

كلهم اعترفوا :

1- إعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل :

أدى انسحاب مصر من الصراع إلى ارتياح إسرائيل ، و تفرغها للجبهة الشمالية .. فقامت باجتياح لبنان لإخراج القوات الفلسطينية منها عام 1982 .. فهاجر قاداتها إلى تونس ..
ثم بدات عملية ترويض للقيادة الفلسطينية المنفية فى تونس ، وتسويتها على نار هادئة ، الى ان انهارت مقاومتها وبدات سلسلة من التنازلات منها .. انتهت باتفاقية اوسلو 1993 والتى اعترفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية بحق اسرائيل فى الوجود وتنازلت عن فلسطين 1948 .. و اختصرت المفاوضات على قيام دولة فلسطينية على قرى متناثرة تتنازل عنها اسرائيل باختيارها ..

و في 1996 أعلنت السلطة الفلسطينية أنها سوف تلغي الفقرات التي تدعو لتدمير إسرائيل من الميثاق الوطني الفلسطيني

2- ثم وقعت الاتفاقية الاسرائيلية الاردنية ، وادى عربة ، عام 1994 ..

3- ثم عقد مؤتمر قمة في الشرق الأوسط عام 1995 ضم مصر و الأردن و إسرائيل و منظمة التحرير و انتهى إلى المضي قدما في عمليات السلام ، و أدان عمليات المقاومة و العنف السياسي ..

4- واخيرا انهارت مقاومة النظام الرسمى العربى ممثلا فى جامعته العربية امام الضغط الامريكى بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ، وذلك باصداره لمبادرة السلام العربية عام 2002 التى تقر بحق اسرائيل فى الوجود ، وقبوله التطبيع معها ان هى انسحبت الى حدود 1967 .. و هو ما يعني اختصار القضية الفلسطينية في حدود 67 و نسيان ما تم اغتصابه قبل ذلك ..

و عند ذلك التاريخ فإن إسرائيل تكون قد فازت في معركة الاعتراف بوجودها .. عالميا و عربيا ..


إلا واحدة

لازال هناك من يهدد هذا الفوز الإسرائيلي ..
لازالت هناك قوة لم تعترف بإسرائيل بعد ، و تصر على حمل السلاح و مقاومة المحتل حتى تجليه نهائيا عن الأرض ..
لازالت هناك قوة تصر على الثوابت ، و لا تعترف بالمفاوضات مع الكيان المغتصب ..
و لا تقبل بالمساومة على شبر واحد من الأرض ..

ووجود هذه القوة يهدد مستقبل إسرائيل .. لأن علو صوتها ، و نجاحها في كسب التعاطف الشعبي ، من شأنه أن ينذر بميلاد قوى أخرى قد تسلك نفس مسلكها و هو ما يهدد انتصار إسرائيل في معركة الإعتراف ..
فوجود هذه القوة يحيي القضية من جديد كلما أوشكت على الموت ، و الرضا بالأمر الواقع ..

و هذه القوة هي المقاومة الفلسطينية التي ظلت تكافح و تناضل .. بدأت بالحجر ، ثم السكين ، ثم الرصاص ، ثم الصواريخ التي يبلغ مداها 50 كيلو مترا ، و تشكل رعبا أمنيا على إسرائيل ..
و قد ذاع صيت هذه المقاومة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية ، و تشكيلها للحكومة ، و هو ما أعطى فكرة المقاومة ، و عدم الاعتراف بإسرائيل شرعية أكثر ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نصر حسان




عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 26/04/2009

حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )   حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) I_icon_minitimeالأحد أبريل 26, 2009 2:44 pm


ماذا يعني الاعتراف بإسرائيل ؟؟

قد يقول البعض : أنت تسعى لتضخيم دور المقاومة بتضخيم أهمية قضية الاعتراف بإسرائيل .. بينما قضية الاعتراف حسمت أصلا منذ أن أصبح لإسرائيل وجود على الأرض .. و هي الآن ليس لها أي قيمة .. اعترف أو لا تعترف .. هي تنفذ ما تريد ، و لا يهمها أحد ..

و أقول : إن أطماع إسرائيل أكثر بكثير من بقعة أرض هنا في شمال فلسطين ، أو أخرى في الجنوب .. إنها تطمح إلى ما هو أكثر من ذلك .. إنها لا تنسى حلمها القديم ( من النيل إلى الفرات ) بل لعل لها أحلاما أكبر و أكبر ..
و وجود اعتراف عربي بإسرائيل يجعل لها الحق في هذه الطموحات .. و يجعل أي قوة تخالفها تكون قوة محتلة ..
و هناك فرق شاسع بين أن يكون لي الحق في احتلالك باعترافك ، و أن أكون قوة محتلة مغتصبة و أنت تصر على مقاومتي ..

كيف ذلك ؟؟

إن الاعتراف بإسرائيل يعني :

1- الاعتراف " بمشروعية" الدولة الاسرائيلية ، و بمشروعية الاغتصاب الصهيونى لفلسطين ، أي أن إسرائيل هي صاحبة الأرض ، و الشعب الفلسطيني هو شعب متطفل ، و مغتصب ..
و هو ما يعني أنه لا يحق للعرب أن يطالبوا إسرائيل بالانسحاب عن أي شبر من الأرض ..لأنها - باعترافهم - صاحبة الأرض ..

2- و يعنى الاعتراف بان الحركة الصهيونية حركة تحرر وطنى نجحت عام 1948 فى تحرير وطنها المغتصب من الاستعمار العربى الاسلامى والتى يحتفلون بذكراها كل عام فى عيد يطلقون عليه "عيد الاستقلال ".أي الاستقلال من الاحتلال العربي .

3- واذا كان هذا صحيحا ـ وهو ليس كذلك ـ فان الضفة الغربية وغزة ، هى الاخرى ، وبذات المنطق ، ارض يهودية مما يستوجب تحريرها عاجلا ام آجلا من الاحتلال العربى لها .. وبالقياس سيكون وجودنا نحن ايضا هنا فى مصر وجودا غير مشروعا ، فنحن نمثل احتلالا عربيا اسلاميا لاراضى الغير ..

4- و هو عملية انتحار جماعى ، بموجبه تقرر الامة العربية الانتحار وتعترف بان وجودها على هذه الارض هو وجود باطل وغير مشروع على امتداد 14 قرن ..

5- ليس ذلك فقط بل ان الاعتراف بشرعية اسرائيل يعطيها كل الحق فى كل ما تفعلهدفاعا عن وجودها وامنها القومى .. و تكون المقاومة إرهابا ، و الارهاب الصهيوني يكون فعلا دفاعا عن النفس ..

لذلك فإن الأمر خطير .. وواجب على الشعوب أن تدرك ذلك ، وواجب على الشباب أن يتمسكوا بعدم الاعتراف بذلك الكيان المغتصب ..

و يجب علينا أن ندعم المقاومة الفلسطينية ..
لأنها آخر القلاع التي لم تعترف بإسرائيل ، و لو سقطت تلك القلعة .. فسنسقط معها أبد الدهر .. و لن نقوم أبدا ..



ما زال بالموضوع أجزاء أخرى ..

هذا ما هديت إليه ..
و الله من وراء القصد ..

بقلم/ نصر حسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف الله




عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 26/04/2009

حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )   حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) I_icon_minitimeالإثنين أبريل 27, 2009 12:03 am

شرا يا نصر الله يجزيك خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رميم
مشرفة *قسم التنمية البشرية*
مشرفة *قسم التنمية البشرية*
رميم


عدد المساهمات : 179
تاريخ التسجيل : 24/02/2009

حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )   حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 ) I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2009 1:37 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها لا تنسى حلمها القديم ( من النيل إلى الفرات )
هناك فرق شاسع بين أن يكون لي الحق في احتلالك باعترافك ، و أن أكون قوة محتلة مغتصبة و أنت تصر على مقاومتي ..
لا يحق للعرب أن يطالبوا إسرائيل بالانسحاب عن أي شبر من الأرض ..لأنها - باعترافهم - صاحبة الأرض
و تكون المقاومة إرهابا ، و الارهاب الصهيوني يكون فعلا دفاعا عن النفس
لأنها آخر القلاع التي لم تعترف بإسرائيل ، و لو سقطت تلك القلعة .. فسنسقط معها أبد الدهر .. و لن نقوم أبدا
..
نحن كعرب ندرك هده الحقائق وكثيرا ما ابصرناها فى كتب التاريخ وسمعناها من افواه العديد من المفكرينلكن رغم هدا نعمى ابصارنا ونغلق اسماعنا لست ادري لمادا نصر على تجاهل الحقيقه واتباع هوى الغير...
لمادا نصرعلى ان هدا الحيوان المفترس يمكن ترويدهوجعله اليفا
..
....

لماذا فعلت حماس ذلك ؟ لماذا استفزت إسرائيل ؟ أهي الآن سعيدة بقتل الآلاف ؟؟ !!
ألم يكفها ما تسببت به من شق للصف الفلسطيني بعد انقلابها المشئم ؟!!
ألم يكفها أنها تسببت في حصار قطاع غزة بسبب مواقفها المتعنتة الحمقاء ؟؟

ما يحز فى النفس ان هده التعليقات تاتى من اطراف تحسب من النخبه ومن الطبقه المتعلمه المثقفه.........فى حين ان المواطن البسيط الدى لاحولا ولا قوة له يرك عكس هدا الامر تماما ويعرف جيدا تحليل الامور وفق طبيعتها من غير مزيدات ولا خلفيات...
لازالت هناك قوة لم تعترف بإسرائيل بعد ، و تصر على حمل السلاح و مقاومة المحتل حتى تجليه نهائيا عن الأرض ..
لازالت هناك قوة تصر على الثوابت ، و لا تعترف بالمفاوضات مع الكيان المغتصب ..
و لا تقبل بالمساومة على شبر واحد من الأرض

الخيانة - في عرف الكثيرين - حكمة ، و رأيت الجهاد تهورا ..
رأيت العمالة حنكة ، و رأيت المقاومة فتنة و فسادا ..
رأيت المجرمون و الخونة يجلسون فوق العروش ، يأمرون و يتآمرون .. و يهتف لهم ، و يسبح بحمدهم ..
و أهل الشرف و الصديقون و المجاهدون معذبين ، مسجونين خلف جدران المعتقلات و السجون ..

رأيت إجماعا على خنق الحق ، و تعظيم الباطل ..
إجماعا حتى من أهل الفكر و العقل ، ممن وثقت في رأيهم دائما ، و تعلمت منهم الكثير ..
حتى من أساتذتي الذين تعلمت منهم بسالة الكلمة ، و التضحية من أجل إنصاف الحق ..
رأيتهم اليوم يتنازلون عن الحق ، و يهتفون للباطل ، و يقدمون له الصلوات ..

أليست كل هذه الأشياء تدعو إلى الغضب ، و الاستياء ..
هوكدلك الامر يدعوالى الالثورة والغضب ورد الظلم ولكن لاحياة لمن تنادى الحق أنني سأبتعد عن توصيف هذا الموقف دينيا .. حتى لا يلمزوني
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


شنت حربا على دولة بأكملها بسبب أسر جنديين لها .. و هي مستعدة لأن تحارب أي دولة إذا أهانت هذه الدولة كرامتها ..
و ها هي اليوم تدك غزة و تقتل الآلاف ، ردا على صواريخ تقتل العشرات ..
إن إسرائيل تفكر بتلك البساطة التي أفكر بها .. و لا تزعج عقلها بلعبة السياسة التي لازلنا نلهث خلفها ..
إن قتل منها فرد قتلت الآلاف في المقابل .. و لا تعبأ بأي اتفاقيات ..
أما نحن فما زلنا نتحدث عن لعبة السياسة ، و الأبعاد الأخرى

هده لعبة السياسه ولعبة المصالح ولعبة الايام
هدا واقعنا بكل اسف ليتنا نتعلم من اسرائيل.........
جزاك الله خير على هدا الموضوع القيم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حرب غزة و انكشاف الواقع الفكري و السياسي (1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم ** مع مسرى الرسول ** :: منتدى تاريخ فلسطين-
انتقل الى: