جامع القران زيد بن ثابت

ان وقائع جمع القران في مصحف ،لاتذكر الاويذكر معها هذا الصحابي الجليل ...... هوانصاري من المدينة اسلم مع اهله صغير وكان عمره لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة مها جرا ، احدى عشرى سنة . وفي السنة الثانية للهجرة كانت المدينة تستعد لبدر ، والرسول صلى الله عليه وسلم يجهز اول جيش يتحرك تحت قيادته للجها د في سبيل الله وتثبيت كلمته في الارض ،بينما النبي يلقي النظرات الاخيرة على الجيش اذ اقبل اقبل على الصفوف غلام صغير لم يتم الثالثة عشرة من عمره ، وفي يده سيف يساويه في الطول اويزيد عنه قليلا ،ودنا من الرسول صلاوته وسلامه عليه وقال: جعلت فداك يارسول الله ، ائذن لي ان اكون معك واجاهد اعداء الله تحت رايتك . فنظر اليه الرسول الكريم نظرة سرور واعجاب ، وربت على كتفه برفق وود،وطيب خاطره ،وصرفه لصغر سنه. فعاد الغلام الصغير يجرجر سيفه على الارض حزينا، لانه حرم من شرف صحبة الرسول الله في اول غزة يغزوها . لكن زيد لما وجد انه قد اخفق في ان يحظى بالتقرب الى رسول الله في هذا المجال لصغر سنه ، تفتقت فطنته عن مجال اخر لا علاقة له بالسن يقربه من النبي صلى الله عليه وسلم ويدنيه اليه ،ذلك المجال هو مجال العلم والحفظ ... فذكر الغلام الفكرة لامه ففرحت لها واتت رجالا من قومها وذكرت لهم فكرته فمضو ا به الى رسول الله صلوات الله عليه وقالوا: يا نبي الله، هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله ،ويتلوها صحيحة كما انزلت على قلبك . وهو فوق ذلك حا ذ ق يجيد الكتابة والقراءة ... فسمع الرسول الكريم من الغلام زيد بن ثابت بعضا مما يحفظ فاذا هو مشرق الاداء ، مبين النطق ... فسر به الرسول صلى الله عليه وسلم اذ وجده فوق ماوصفوه ،وزاده سرورا به اتقانه للكتابة . فامره الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم كتابة اليهود، فقال: يازيد تعلم لي كتابة اليهود فاني لاامنهم على مااقول .
فقال : لبيك يارسول الله . واكب من توه على العبريه حتى اتقنها في وقت ياسير . ثم تعلم السريانية بامر منه صلى الله عليه وسلم كما تعلم العبرية. فاصبح الفتى زيد بن ثابت ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما استوثق النبي من رصانة زيد وامانته ودقته وفهمه ائتمنه على رسالة السماء الى الارض ،فجعله كاتبا لوحي الله............ فكان اذا نزل شئ من القران على قلبه ، بعث الى زيد يدعوه وقال: اكتب يا زيد فيكت. فاذا بزيد ابن ثابت يتلقى القران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رطبا طريا من فمه موصولا باسباب النزول . فتشرق نفسه بانوار هدايته ويستنير عقله باسرار شريعته ... واذا بالفتى المحظوظ يتخصص بالقران ويغدو المرجع الاول فيه لامة محمد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . فكان راس من جمعو كتاب الله في عهد ابو بكر الصديق وطليعة من وحدوا مصاحفه في زمن عثمان بن عفان . افبعد هذه المنزلة منزلة تسمو اليها الهمم ؟! وهل فوق هذا المجد مجد تطمح اليه النفوس ؟! وقد كان من فضل القران على زيد بن ثابت ان انار له سبل الصواب في المواقف التي يحار فيها اولو الالباب . ففي يو السقيفة اختلف المسلمون فيمن يخلف رسول الله صلوات الله عليه : فقال المهاجرون فينا خلافة رسول الله ونحن بها اولى وقال بعض الانصار: بل تكون الخلافة فينا ونحن بها اجدر . وقال بعضهم الاخر: بل تكون الخلافة فينا وفيكم معا... فقد كان رسول الله اذ استعمل واحدا منكم على عمل قرن معه واحد منا. وكادت ان تحدث الفتنى الكبرى .ونبي الله مازال مسجى بين ظهرانيهم لم يدفن بعد. وكان لابد من كلمة حازمة رشيدة مشرقة بهدي القران تئد الفتنة في مهدها،وتنير للحائرين الطريق . فانطلقت هذه الكلمة من فم زيد بن ثابت الانصاري اذ التفت الى قومه وقال: يا معشر الانصار :ان رسولالله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين فيكون خليفته مهاجرا مثله .وانا كنا انصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،فنكون انصارا لخليفته من بعده واعوانا له على الحق . ثم بسط يده الى ابي بكر الصديق وقال: هذا خليفتكم فبا يعوه . وغدا زيد بن ثابت بفضل القران وتفقهه فيه وطول ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم منارة للمسلمين: يستشيره خلفاؤهم في المعضلات ،ويستفتيه عامتهم في المشكلات . ويرجعون اليه في الموارث خاصة؛ اذا لم يكن بين المسلمين انا ذاك اعلم منه باحكمها واحذق منه في قسمتها ؛ فقد خطب عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في المسلمين يوم الجباية فقال: ايها الناس من اراد ان يسال عن القران فليات زيد بن ثابت ومن اراد ان يسال عن الفقه فليات معاذ ابن جبل ومن اراد ان يسال عن المال فليات الي فان الله عزوجل جعلني عليه وليا وله قاسما. ولقد عرف طلاب العلم من الصحابة والتابعين لزيد بن ثابت قدره ،فاجلوه،وعظموه لما وقر في صدره من العلم. فها هو ذا بحر العلم عبد الله بن عباس يرى زيد بن ثابت قد هم بركوب دابته ،فيقف بين يديه،ويمسك له ركا به وياخذ بزمام دابته . فقال له زيد بن ثابت : دع عنك يابن عم رسول الله . فقال ابن عباس : هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا .فقال له زيد : ارني يدك . فاخرج له ابن عباس يده ، فمل عليها وقبلها وقال: هكذا امرنا ان نفعل بال بيت نبينا ... ولما لحق زيد بن ثابت بجوار ربه ؛ بكى المسلمون بموته العلم الذي وورى معه ، فقال ابو هريرة : اليوم مات حبر هذه الامة ، وعسى ان يجعل الله في ابن عباس خلفا منه . ورثاه شاعر رسول الله حسان بن ثابت وثى نفسه معه فقال : فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمعاني بعد زيد ابن ثابت ؟!. نقلت لكم هذا الموضوع الطيب لما فيه من همم عالية وارجوا من الله ان تستفيدو منه .

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رضي الله عن زيد بن ثابت وعن صحابة رسول الله عليه الصلاةوالسلام