حينما يصبح الرجل ربة بيت
عن الديلي تلغراف
كاسيلدا كريك
ترجمة بتصرف // مي المدلل
اانها الساعة السابعة والنصف من صباح يوم بارد، ثلاثة اطفال يستعدون للذهاب الى المدرسة، صوت منبه الساعة، بيض في المقلاة وطاولة المطبخ مليئة بعبوات الحبوب، اقلام ودفاتر.
انه مجرد صباح يوم عادي لعائلة بريطانية عادية، ماعدا شيء واحد: لا وجود للام في هذا المشهد. لقد غادرت البيت قبل ساعة ونصف مرتدية زي العمل.
زوجها الان يحاول ان يربط اشرطة الاحذية, يضع طعام الغداء في الحقائب، ينظف انوف اولاده ثم يجهزهم للذهاب الى المدرسة محاولاً جهد امكانه ان يذهبوا بدون دموع او موجات غضب او حوادث مؤسفة.
في كل انحاء العالم ويوماً بعد يوم نرى الكثير من الرجال يتركون اعمالهم ليصبحوا آباءً واضعين مصلحة ابناءهم قبل مصلحتهم وطموحهم العلمي.
اعداد الاباء الذين تركوا وظائفهم واعمالهم لرعاية اولادهم في ازدياد مستمر، حيث اظهرت الدراسات المقدمة من قبل مكتب الاحصاءات العالمي
The Office for National Statistics ان ما يقارب (192000) زوج في المملكة المتحدة تركوا وظائفهم وتفرغوا لرعاية اولادهم مقارنة بالسنوات الـ(16) الماضية.
البعض من هؤلاء الازواج لجأ لهذا الوضع بسبب الحالة الاقتصادية والبعض الاخر اختاروا ليكونوا في البيت لرعاية اطفالهم بدلاً من زوجاتهم.
السؤال هنا هو هل اصبح الامر مجرد موضة؟ ام ان هناك اسباباً حقيقية لهذه الظاهرة؟
ان الامر ليس مجرد تغيير الحفاظات او قراءة القصص في الليل فحسب بل ان الاباء اصبحوا على اطلاع على حياة ابناءهم اكثر من 30 او 40 سنة مضت.
البروفيسور Jay Belsky مدير معهد دراسات الاطفال في Birk Beck قال : " ان الاباء على مدى 30 سنة مضت كانوا مختفين تماماً من حياة ابناءهم". وتختلف الاراء بالنسبة للاباء حول هذا الموضوع فمنهم من يعتبره تحدياً كبيرا ً ومنهم من يقول انه تحدٍ بسيط ولا داعي لاعطاءه اهمية كبرى.
يقول الدكتور Frances Goodhart مستشار في الطب النفسي "ان كل مايحتاجه الابناء هو الحب والرعاية وهو الامر الذي يستطيع كلا الوالدان توفيره لهم على حد سواء ولا يقتصر الامر على الام فقط", وقد اكد الكثير من المختصين ان الاباء اكثر مرونة ولديهم قابلية اكثر من الامهات على مواجهة مختلف المواقف التي تمر في حياة ابناءهم, وكلما زاد عدد الساعات التي يقضونها مع اولادهم كلما زادت سعادة الاسرة.
ولكن يجب ان لا نركز فقط على ذلك المشهد الوردي اللون لتلك الظاهرة، فكل شيء في الحياة له جوانب ايجابية واخرى سلبية، ومن سلبيات هذا الموضوع احتمال تأثيره على حياة الزوجين، فتبديل المسؤوليات قد يغير من مجرى الحياة الزوجية وقد يعتبره البعض انعزالاً بالنسبة للرجل عن حياته الاجتماعية. وهذا ما يقودنا الى حقيقة واحدة وهي ان في كل زمان ومكان سعادة المجتمع وصحته تعتمد على مشاركة الاباء والامهات على حد سواء في رعاية اولادهم وتقاسم المسؤولية وليس على تبادل المواقع والادوار.