هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 الأسرة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




الأسرة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة في الإسلام   الأسرة في الإسلام I_icon_minitimeالخميس مارس 12, 2009 6:35 pm

الأسرة في الإسلام 89443823dc

مظاهر الانهيار الأسري في المجتمعات المعاصِرة
الأسرة في الإسلام D613fa0182

اجتَهَدَ الغربُ كثيرًا في محاوَلة إقناعنا بأنَّ الإسلامَ لا يُقيم موازين العدل بين أفراد الأسرة، وأنَّ أحكام الشريعة الإسلامية، التي أنزلها الله - سبحانه وتعالى - لإسعاد البشر - تَتَسَبَّب في تعاسَة الأسرة، وأنَّ قوانين الحضارة الغربيَّة وقواعدها وتقاليدها هي النموذج الأمثل لسعادة الأسرة، وقد صدَّق البعض منَ المسلمين هذه الادِّعاءات، وقرَّروا أن يُطَبِّقُوا تلك التَّقاليد والقوانين في حياتهم.

وكان المنتَظَر - والحال صارتْ هكذا - أن نرى هؤلاء، ومجتمعاتهم - سواء الغربية، أم المسلمة التي اتَّبَعَتْ خُطاهم - قد صارتْ في سعادة وهناء، وخلتْ منَ المشاكل التي تعج بها الأسرة المسلمة في السيرة النبوية - على حدِّ زَعْمِهم - ولكن تعالوا نرى نتائج ما اقترفوه في حق أنفسهم، وحق المسلمين من أمراض اجتماعيَّة، أقضَّت بنيان الأسرة، ومن ذلك:

1- ارتفاع مُعَدَّلات زنا المحارِم:

فقد أعرب علماء اجتماع نرويجيون عن قَلقِهم إزاء ارتفاع نِسب ما يسمَّى بزنا المحارم في المجتمعات الغربية، وتحديدًا في النرويج، وسجَّلَ المركز المناهِض لزنا المحارم بأوسلو ارتفاعًا كبيرًا لنسبة مرتكبيها هذا العام، مقارنةً بالعام الماضي، وأفاد المركزُ الذي يُشرف عليه اختصاصيون وعلماء نفس واجتماع: أنَّ عدد الذين طَلَبُوا المساعَدة نتيجة لتعرُّضهم لهذه المُمَارَسة سَجَّل رقمًا قياسيًّا هذا العام، بلغ 4500 شخص، فيما بلغ العدد العام الماضي 3600.

كما تُفيد سجلاَّت المركز بأن 14% منَ البنات التي تقِلُّ أعمارهن عن 14 سنة يتعرضْن لاعتداءات جنسيَّة[1].

2- انتشار العُنف الأسري:

وأين هذا منَ المبدأ الذي وَضَعَهُ الإسلام: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

بينما جاء الإسلام بهذا، انظر إلى مَنِ ابتعد عن منهج الله تعالى؛ فقد نشرتْ إحدى المنشورات البريطانية المتخصِّصة أنَّ نسبة 9 % من ضحايا العُنف الزوجي الأسري هم من الرِّجال، وأُصِيبوا بِجُروح وكَدَمات على أيدي زوجاتهم.

وأعلنتْ نتائج استفتاء بين النِّساء الشابات حيث قال نسبة 10 % منهنَّ: إنَّ مِن المقبول ضرب أزواجهن، وهناك نسبة رجل من بين ستة رجال يكون ضحية للعنف الزوجي في إحدى لحظات حياته، كما تُوَضِّح الدِّراسة أنَّه بينما هناك 120 امرأة تموت سنويًّا بسبب العنف الزوجي، يوجد 30 رجلاً يموتون سنويًّا لنفس السبب وفي نفس الظروف.

ولك أن تقارنَ بين ذلك الوَضْع المؤسِف لعلاقة كرَّمها الله - عز وجل - وسقط بها البشر إلى مستوى العراك والشجار والقتل أحيانًا، وبين الوَضْع الذي جاء به الإسلام، وطبقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

3- انتشار العنوسة:

ففي الوقت الذي يحضُّ فيه الإسلام على الزواج، والتبكير بإعفاف الشباب والفتيات؛ ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب، منِ استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومَن لم يستطعْ، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء))[2].

في هذا الوقت نجد أنَّ المجتمعات المسلِمة الآن، بعد اتِّباعها لأفكار الغرب، قد أُصِيبت بالعنوسة المتفشِّية بين أبنائها وبناتها؛ فتشير الأرقام إلي أن نسبة العنوسة بلغت 30 % في قطر، ونفس النسبة أو تزيد في الإمارات.

وتكشف الأرقام عن تنامي ظاهرة العُنُوسة في مصر؛ حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: أنَّ عدد المصريين الذين بلغوا الثالثة والثلاثين ولم يتزوَّجوا بعدُ بلغ 8 ملايين و963 ألفاً؛ منهم نحو 4 ملايين امرأة.

أما عدد الذين بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا، فقد تَخَطَّى الـ 13 مليون، وفي الكويت اقتربتْ نسبة العُنُوسة من 30 % حسب إحصاءات رسمية، وقد بدأ الشباب الكويتي يتردَّد في الإقدام على الزواج؛ نظرًا للأعباء الاقتصاديَّة التي تَتَرَتَّب عليه.

وفي السعودية؛ أكدتْ إحصائيات صادرة عن وزارة التخطيط أنَّ ظاهرة العنوسة امتدتْ لتشمل حوالي الثلث منَ الفتيات السعوديات في سنِّ الزواج، وأنَّ عدد اللاتي تجاوزْن سن الثلاثين بلغ أواخر 1999 مليون و529 فتاة.

وأشار مسح حكومي أردني إلى تأخُّر سنِّ الزواج بين الإناث الأردنيات؛ ليبلغ حاليًّا 22.5 سنة، وارتفعت نسبة النساء العُزَّاب في الفئة العمرية 15-49 عامًا مِن 34 % عام 1976م إلى 49 % عام 2001م، ودلَّتِ النتائج على أن 4 % فقط من السيدات تخطَّين عمر الزواج حتى نهاية عمرهن الإنجابي[3].

وتستطيع أن تَتَنَبَّأ بعدد الأمراض الاجتماعية التي تضرب المجتمعات المسلمة في مقتل؛ نتيجة تأخُّر سنِّ الزواج بين الشباب والفتيات؛ فمِن ذلك الانحلال، والعلاقات الجنسيَّة غير المشروعة؛ كظاهرة الزواج السري، الذي هو زنا صريح، والزواج بالدم، إلى آخر هذه الظواهر الانحلالية.

4- انتشار ظاهرة هُرُوب الفتيات:

وهي ظاهرة كانتْ غريبةً على المجتمعات الإسلامية، ولكن تحت وطأة التأثُّر بالإعلام، وتهوين الأمر على النفوس، وفي ظلِّ اختلاط بعض المجتمعات بالغرب أكثر من غيرهم - ظهرت تلك الظاهرة للوُجُود، وباتتْ تُشَكِّل خطرًا كبيرًا على بنيان الأسرة؛ ففي أقل من 3 سنوات غادرتْ 160 مراهقة منازلهن في (أبو ظبي)، و(دبي)، و(العين)، حسب ما ذكرته صحيفة "الإمارات اليوم" الاثنين 19 - 9 – 2005؛ وذلك هربًا مِن مضاعفات العنف الأسري، وضغوطات المرحلة العمرية الحرجة، وسعيًا وراء "تحقيق أحلام شخصية وتحقيق الذات"، حسبما يؤكِّد مختصون يحذرون مِن خُطُورة هذه الظاهرة الحديثة على الاستقرار الأسري.

يتراوح معدَّل أعمار الفتيات الهاربات بين 15 و20 عامًا، ووفقًا لشرطة دبي، فقد هربتْ 31 فتاة في 2003، و15 العام الماضي، و28 منذ مطلع هذا العام، وسجلتْ مدينة العين 20 حالة العام الماضي، و15 حالة منذ بداية العام الجاري، في حين رصدت الشرطة 15 حالة في (أبوظبي) أيضًا.

ووفقًا لدراسة أجراها مركزُ الأحداث تبين أنَّ "هُرُوب الفتيات يَتَزَايَد صيفًا، ويعود ذلك إلى عدم القيام بأيِّ نوع من الأعمال المفيدة في أوقات الفراغ، ومشاهدة القنوات الفضائية، والبرامج غير الهادفة، دون رقيب سري".

كما أنَّ غياب دور أحد الوالدين مؤثِّر في حياة الأبناء، فحسب الدراسة السابقة نفسها، تبين أن "80 % من حالات الانحراف لدى طلبة المدارس في المرحلة الإعدادية، وتقلُّ النسبة بشكل ملحوظ في المرحلة الثانوية"[4].

5- ارتفاع معدلات الطلاق:

كأنَّ المجتمعات المسلمة ينقصها ذلك المرض؛ ففوق تأخُّر الزواج، ونسب تحقُّقه؛ زادت نسب الطلاق بشكل مخيفٍ؛ فقد خلصتْ دراسة حديثة قامتْ بها أكاديمية سعودية حول الطلاق والتغيُّر الاجتماعي في المجتمع السعودي - إلى أن التغيُّرات التي حدثتْ في المجتمع السعودي انعكستْ بظلالها على الأسرة، وأدتْ إلى ارتفاع معدلات الطلاق فيها، والتي بلغتْ نسبتها وَفْقَ آخر إحصائية رسميَّة لوزارة العدل السعودية: 21 في المائة خلال عام واحد؛ أي: إنَّ هناك 2000 حالة طلاق تتم في الشهر، فيما تقع 69 حالة طلاق في اليوم، و3 حالات تتم كل ساعة، مشيرة إلى أنَّ السعودية تَتَصَدَّر دول الخليج في ارتفاع نسب الطلاق فيها.

ويرى عدد منَ الباحثين أنَّ اكتشاف البترول، وتنمية المجتمع، وتغيُّر تركيبة البناء الاجتماعي، وتغيير شكْل الأسرة ووظائفها، وطغيان السلوك الاستهلاكي على حياة الأفراد - تشكِّل جميعها أسبابًا لزيادة نسب الطلاق في المجتمع السعودي، كما كان لانتشار التعليم[5] بين الجنسين، وعمل المرأة، واستغلالها الاقتصادي، وانتشار وسائل الاتصال الحديثة، والفضائيات، وتغيير النسق القيمي - نفسُ الأثر في ارتفاع معدلات الطلاق داخل المجتمع، لافتة إلى وجهة نظر المطلقات حسب الدراسة، والتي ترى أن أسباب الطلاق تكْمُن في سوء الأخلاق واختلاف طباع الزوجين، وتدخل الأهل، وظُهُور أنواع منَ الزواج؛ مثل: المسيار، والمسفار، والإدمان، والجفاف العاطفي، والخيانة الزوجية، وعدم الإنجاب، وأشارتِ الدراسة إلى أنَّ زيادة المشكلات والضغوط الاقتصادية التي تواجِه المتزوجين أضعفتِ النظرة للزواج وقدسيته، فلم يعد الزواج هدفًا في حدِّ ذاته كما في السابق؛ بل هو وسيلة لبناء حياة سعيدة، وهذا ما ساعَدَ على ارتفاع معدلات العُنُوسة لدى الكثير منَ الرجال والنساء في السعودية، كما أن تغيُّر النظرة للطلاق والأمومة في السنوات الأخيرة ساهَمَ في ارتفاع معدَّلات الطلاق؛ إذ أصبح الطلاق مقبولاً اجتماعيًّ


تابعوا الموضوع ادناه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




الأسرة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسرة في الإسلام   الأسرة في الإسلام I_icon_minitimeالخميس مارس 12, 2009 6:36 pm

نتابع الموضوع على بركة الله
الأسرة في الإسلام D613fa0182

فلم يعدِ الطلاق نهاية الحياة، والأمومة والتضحية لم تعدْ هي القِيَم الأساسية التي تكرس المرأة حياتها لها[6].

وأشارت الدراسة إلى ارتفاع مُعَدَّلات الطلاق في جميع المجتمعات العربية، حيث احتلتْ مصر المركز الأول في معدلات الطلاق، تليها الأردن، ثم السعودية، فالإمارات، فالكويت، ثم البحرين، وقطر، وأشار تقرير آخر إلى أنَّ هناك حالة طلاق تنظر كل ست دقائق أمام المحاكم المصرية.

أوضحت الدراسة التي أَعَدَّها مركز سلمان الاجتماعي بالرياض نتائج سيئة، تنذر بخطر كبير عن حالات الطلاق والعنوسة في دول الخليج؛ حيث أشارتِ الدراسةُ إلى أن نسبة الطلاق في قطر وصلت إلى 38 % من حالات الزواج، في حين بلغتْ نسبة العنوسة إلى 15 %، ووصلتْ نسبة الطلاق في الكويت إلى 35 % من إجمالي حالات الزواج.

لكن في البحرين - التي اشتهرتْ بالترفيه الخاص - قد وصلتْ نسبة الطلاق إلى 34 % من إجمالي حالات الزواج، بينما الإمارات فقد وصلت نسبة الطلاق إلى46 %.

بينما في المغرب بلغتْ عدد عُقُود الزواج في الرِّباط خلال العام الماضي8569 عقد نكاح، في حين بلغت حالات الطلاق 2721 حالة، وشكل الطلاق الخلعي النسبة الكبرى من الحالات، بينما احتلَّ الطلاق الرجعي المرتبة الثانية، فيما تبقى نِسب حالات الطلاق قبل البناء والطلاق المكمل للثلاث متدنية[7].


ــــــــــــــــــــ
[1] موقع أمان - المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العُنْف ضد المرأة، الرابط:
http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=1538
[2] البخاري: كتاب النكاح، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج)) (4778)، ومسلم: كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقتْ نفسُه إليه (1400)، النسائي، أحمد بن شعيب أبو عبدالرحمن: "المجتبى من السنن"، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة الثانية، 1406هـ - 1986م، (2242)، القزويني، محمد بن يزيد أبو عبدالله: "سنن ابن ماجه"، محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر - بيروت (1845).
[3] موقع لها أون لاين، الرابط:
http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&id=2827&sectionid=1
[4] موقع العربية نت، الرابط:
http://www.alarabiya.net/articles/2005/09/19/16921.html
[5] العلم وفضله معروف لكل ذي بصيرة، ولكن المشكلة ليست في العلم، ولكن في نوعية العلم.
[6] موقع جريدة الشرق الأوسط، الرابط:
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issueno=10647&article=455081&feature =
[7] موقع أمان - المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأة، الرابط:
http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=21565
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

الأسرة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسرة في الإسلام   الأسرة في الإسلام I_icon_minitimeالجمعة مارس 13, 2009 11:26 am

بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى سيدنا محمد وبعد

يا هلا وغلا بالاستاذ الكريم اياد حمدي نورت قسم الاسرة واشكرك على هذا الموضوع القيم الذي شغلني ويشغلني من سنوات وكما اقول دائما لا بد من وقفة لان الاسرة هي الحيطة التي لازلنا نتكئ عليها فاذا انهار هذا الحائط فماذا بقي لنا والكلام في هذا المضوع يطول لكني سارد عليك بموضوع قراته لاحد العلماء يوصف فيه الواقع المؤلم التي تمر به الاسرة المسلمة ويحمل عنوان..

الأسرة وتحديات العصر

تمثل الاسرة خط الدفاع الاخير عن انسانية الانسان، وآخر القلاع والحصون لحماية ما تبقى للبشرية من قيم الفضيلة والصلاح.

فقد استهلكت الاهتمامات المادية انسان هذا العصر، واستنزفت كل توجهاته وميوله المعنوية والروحية، ومسخت هويته الانسانية القيمية، وحولته الى شيء من الاشياء، وسلعة من السلع.

لقد اصبح الناس ينظرون الى بعضهم بعضا، من خلال معادلة الربح والخسارة المادية، فيتقاربون او يتباعدون، ويتعاونون او يتحاربون، ضمن ايقاعات معادلة المصالح.

اما الاخلاق والقيم والمبادئ، فهي آثار وذكريات لماض انساني غابر، مكانها سجلات التاريخ، ومتاحف الآثار.

بلى قد يستفاد من هذه المفردات، كاعلانات دعائية، وشعارات براقة، لتحقيق مصالح ومكاسب.

كان الانسان يولد في جو عائلي مفعم بالمودة والحنان، حيث تأتي (القابلة) ـ المرأة المتخصصة في التوليد ـ الى البيت، لمساعدة من طرقها مخاض الولادة، ويخرج الوليد من بطن امه، تستقبله التهاليل والزغاريد، وتتلاقفه اكف العائلة، وتحتضنه صدورهم، بمنتهى البهجة والسرور.

وينشأ الطفل في احضان العائلة، يتغذى من ثدي امه، وتنمو احاسيسه ومشاعره من فيض حنانها، ويترعرع تحت رعاية ابيه، ويتقلب بين احضان افراد اسرته الكبيرة: جده وجدته، وعمه وعمته، واخيه واخته..

وهكذا ترافقه العواطف النبيلة، فاذا ما اشتد عوده، وتكاملت شخصيته، واصبح مؤهلا لبناء حياة عائلية مستقلة، هب الاقرباء والاصدقاء لمساعدته، وتسابق ابناء المجتمع للاحتفاء بزفافه، فيدخل حياته الزوجية، وسط تيار من الحب والفرح.

وحين يعتري الانسان مرض، او تصيبه مشكلة، او تحل به مصيبة، او يتقدم به العمر، يجد الى جانبه المواسين والمتعاطفين، مما يرفع معنوياته، ويساعده على مواجهة التحديات، ومقارعة الصعاب.

واذا حانت ساعة المغادرة والرحيل عن هذه الدنيا، ودع الانسان بحفاوة بالغة، وتكريم كبير، عبر مشاعر الحزن والاسى، ومراسيم التشييع والعزاء.

هذه الاجواء المفعمة بالعواطف النبيلة، ومشاعر الحب والاحترام، هي التي تنمي انسانية الانسان، وتثير نزعاته الخيرة، وتؤكد حضور الاخلاق والقيم في شخصيته وحياته.

لكن انسان هذا العصر قد حرم من كثير من هذه الاجواء الطيبة، فهو يولد في المستشفى، ضمن وضع مهني تجاري، تستقبله الممرضات كرقم من ارقام عملهن اليومي الوظيفي، الذي لا يتسع كثيرا للمشاعر والعواطف.

وما عاد وقت الام يتسع لارضاع الولد ـ غالبا ـ لذلك يتلقى غذاءه من الحليب المجفف، عبر قنينة ومصاصة من البلاستيك، كما قد يقضي الكثير من ايام طفولته في دار الحضانة، او تحت رعاية الخادمة، بعيدا عن عواطف الوالدين.

لقد اصبح التعامل مع احتياجات الانسان، وحالات ضعفه، ومشاكل حياته، يمثل فرصا للاستثمار التجاري، والكسب المادي، بشراهة ونهم، لامكان فيها للاخلاق والقيم.

وهذا واضح في صناعة الدواء، وعلاج الامراض لدى الاطباء وفي المستشفيات، وفي امور المحاماة، وتهيئة برامج الزواج، وحتى الموت تحولت مراسيمه الى صناعة تجارية.


بالطبع لم تكن هذه الخدمات تقدم كلها مجانا في الماضي، ودون اي مكافأة مادية، لكن الجانب الاكبر منها كان تطوعيا، يقوم به الاقرباء والاصحاب والجيران، باندفاع ذاتي، ورغبة صادقة.

وما يقدم للبعض كالاطباء من مكافأة مالية، كان في حدود الميسور، دون ان تتوقف الخدمة على حصوله، او يشكل فرصة للجشع والابتزاز.

والاخطر من ذلك مايعانيه انسان اليوم، على مستوى السياسات الدولية، ففي ظل نظام العولمة الشاملة، تتحكم مجموعة من الشركات المتعددة الجنسية، والمؤسسات الاقتصادية العالمية، في مصائر الشعوب والامم، عبر ادارات الحكم في الدول الكبرى، وتحت غطاء المؤسسات الدولية، فتسحق خصوصيات الشعوب، وتصبح سيادتها واستقلالها وثروتها نهبا لاطماع النافذين الدوليين، كما يجري العبث بالبيئة وافسادها، حسبما تقتضيه مصالح الشركات الصناعية المهيمنة.

هكذا احاطت بالانسان حالة الجفاء المادي، لتنتزع منه جوهر انسانيته، وتجفف ينابيع ميوله الخيرة، وتطلق العنان لانانيته ونوازعه الشهوانية المصلحية.

وهنا يأتي دور الاسرة، وتتجلى قيمتها، كرافد اساس، مازال يصارع عوامل التصحر والجفاف، ليغذي عروق شخصية الانسان، من ينابيع العواطف النبيلة، والقيم الاخلاقية الفاضلة.

فكيان الاسرة لا يقوم على اساس مادي بحت، واذا بني كذلك لايلبث ان ينهار، لان الله تعالى بلطفه وحكمته، جعل العلاقة الزوجية قائمة على اساس المودة والرحمة، يقول تعالى: ?ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة?.

كما شاءت الارادة الالهية ان يكون مجيء الانسان الى هذه الحياة، وبداية نشأته، ضمن حالة ارتباط عاطفي وثيق تستنهض كل دوافع الخير، ونوازع النبل، في اعماق النفس البشرية.

ان عواطف الامومة، وفيض حنانها الدافق، ومدى انشداد الطفل وتعلقه بامه لايمكن قياس ذلك بالموازين المادية، ولا اخضاعه للمعادلات المصلحية.

فطبيعة الحالة الاسرية، تغذي وتنمي البعد الانساني الاخلاقي، في حياة الانسان وشخصيته. وكلما قوي كيان الاسرة، وترسخت موقعيتها، زاد ثراء الانسان المعنوي، ورصيده القيمي، وكان اقرب الى استهداف الخير والصلاح.

ولعل ذلك هو مايفسر شدة ضغوط الحضارة المادية على نظام الاسرة في المجتمع المعاصر، لوجود التضاد بين الاندفاع المادي العارم لهذه الحضارة المادية، وبين التوجهات القيمية التي تغذيها الحالة الاسرية.

ففي ظل الحضارة المادية، هناك تشجيع للعزوف عن تكوين الاسرة، وتحمل مسؤوليتها واعبائها، حيث يتم تحريض الغرائز الشهوانية، وتوفير مجالات اشباعها، وحيث تزدحم العراقيل والعقبات امام تأسيس الكيان الاسري، بدءا من طبيعة نظام التعليم، الى واقع سوق العمل وفرص التوظيف، الى رفع سقف متطلبات الحياة، وصولا الى التبشير بأنماط السلوك والحياة المادية المصلحية.

لقد اصبحت طبيعة العيش والحياة، في ظل الحضارة المادية، تضعف انشداد الانسان العائلي، وتستقطب اهتماماته على حساب ارتباطه الاسري.

واختم بكلمة لا بد من اقامة مشاريع عملية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة
و لابد ان نتحرك لذلك الله المستعان والمعين.
شكرا على الموضوع اعلاه يا استاذ.
مع احترامي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
 
الأسرة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم ** البيت السعيد في ضوء الاسلام ** :: منتدى الاستشارات الاسرية-
انتقل الى: