هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان   ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان I_icon_minitimeالإثنين أبريل 06, 2009 11:13 am

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..


رجت في ذلك الصباح من حجرتي الصغيرة الموحشة بمدينة الطلبة متجها إلى كليتي كالعادة .. وكعادتي تتدفق الأفكار داخلي حينما أمشي في طرقات العاصمة كالأمطار الهاطلة على قمم الجبال ، المنحدرة في مسارها الضيق. وغلبتني هوايتي اليومية تفقد الوجوه ؛ فوجوه الناس خرائط دقيقة ما نظرت إليها إلا وانسابت في دخائلي أفكار ونتائج وانطلقت في أعماقي تساؤلات وحوارات أخرج منها بأحاديث للنفس قلما تكذب وحكم ٍ بالغة نادرا ما تخطيء .

وتوجهت كعادتي إلى الجرائد الملقاة على عتبة " كشك عم أحمد " أقلب صفحاتها لكي أقف على أحداث اليوم وأمس .. وكانت العناوين و موضوعاتها تحمل طابعا جديدا .. كلها تشير إلى أن اليوم هو يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة .. مكثت أقلب هذه الجرائد واحدة تلو الأخرى .. وأقلب صفحاتها ومقالاتها و أعمدتها فمنها من يمدح ومنها من يقدح ..

ولكن طبيعتي الثائرة أزهدتني في هذا المدح وذلك القدح وهمست في أذني تدعوني أن أعرف انطباعات أصحاب هذه الوجوه بنفسي .. وأن أقف على الحقيقة كما هي ..


ألقيت هذه الجرائد من يدي وأكملت سيري المتباطيء .. وأرسلت الطرف إلى وجوه السائرين أزاول هوايتي ، أحاول أن أخلص إلى الحقيقة ..


وجوه وأحوال :

أرسلت الطرف يمنة ويسرة .. هذا .. هذا رجل بدت من ملامح وجهه المتعبة ونظرات عينه الزائغة قصة حياة مليئة بالكفاح والأسى والذل والضنى .. بدت من قسمات وجهه القاسية ثورة عارمة خفيضة الصوت خوفا من ظلام السجون ، منكسة الرأس رعبا من آلام السياط ..

ثورة على كثرة الاحتياجات و غلاء الأسعار وقلة الدخول وبطالة الأبناء ، ثورة على صعوبة العيش و تسلط السادة واستبداد القادة ..

أرسلت الطرف أبعد .. هذا .. هذا شاب تبدو من ملامح وجهه الحزينة ، ونظرات عينه المنكسرة قصة حياة ..

قصة حياة من سنين التعليم الطويلة تعقبها سنون البطالة الأطول .. قصة حياة فصولها أحلام ضائعة ومشاهدها طموحات مهدمة ، وعقدتها قيود و أوثاق محكمة ..

أرسلت الطرف أبعد .. وبدقة أكثر .. هذا .. هذا طالب بدت من ملامح وجهه المتألمة ونظرات عينه المالة المتعبة قصة حياة شبيهة لا تختلف كثيرا عن قصة حياة الرجل وقصة حياة الشاب .. دراسة عقيمة ، تعليم واهم ..

حياة أشبه بلوحة سريالية لفنان .. لوحة يملؤها الإضطراب والخيالات .. وهو في وسط هذه اللوحة لا يعدو كونه مسخا يريد أن يخرج من هذه اللوحة المشوهة المعالم .. لكنه لا ينجح .. وحتى إن نجح فسرعان ما تبطش به يد فنان آخر لتأخذه إلى لوحة أخرى أشد اضطرابا وأكثر وهما .. ليعيش في مسخ جديد .. مضيعا شريد .

لا جديد .. هذه الوجوه تعودت أن أراها وأن يصفها لسان طرفي كل يوم … تعجبت و سألت نفسي : وأين الناس من التعديلات التي ستكتب مصائرهم ..؟ ساعات وتجف الأقلام وتطوى الصحف .. !!!


غضضت الطرف .. وواصلت السير .. توجهت إلى كشك " عم سعيد " أتناول وجبة الإفطار لكي أستطيع الصمود طوال يومي أمام تسارع المشاق وتصارع الهموم ..


الإله المزعوم :


- السلام عليكم يا عم سعيــــــــــــــــد ..

- وعليكم السلام يا شيخ أخبارك إيه ..؟

- الحمد لله ..

- هات رغيفين ياعم سعيد الله يكرمك ..

- عينيا الاتنين ..

- تسلم عينيك .. إلا انت إيه رأيك في التعديلات الدستورية يا عم سعيد ؟

- صل ع النبي يا شيخ .. خلينا ناكل عيش ..

وأعطاني لقيماتي ..

ضحكت وقلت : عليه الصلاة والسلام ..



وسرعان ما انسابت أفكاري في مجراها العميق وأنا أتناول لقيماتي واحدة تلو الأخرى في بطء وتفكير .. وضحكت في داخلي ضحكة أسف وسخرية .. وقلت : كم يجنح هذا الشعب بطبيعته الرقيقة و ميوله المتدين الخالط إلى الصلاة على النبي لإخفاء ضعفه وقلة حيلته .. وكم يجعل هذا الشعب كل من طالت لحيته وتواضع ثوبه شيخا يستفتى و تستجلب بركته .. وكم يلجأ هذا الشعب المطحون إلى ربط مصيره بعبادة رغيف عيشه .. وحتى هذا الإله المزعوم لن يبقى مستويا على عرشه أمدا طويلا .. فالأيام بتعديلاتها المستمرة سوف تسقطه من فوق عرشه .. وسيفاجأ الحملة الحافين من حول العرش أنهم يحملون عرشا فارغا ليس عليه آلهة .. والحمد لله رب العالمين ..

وسرعان ما فوجئت بنفاد الصحن من أرغفة الخبز التي كانت تملؤه .. فأعرت ذهني انتباها وضحكت وقلت بصوت خافت مسموع أخاطب الرجل : نفدت الآلهة …. !!

فتعجب الرجل ووقف مندهشا .. لكنه قطع هذه الدهشة وقال لي : بالهنا والشفا يا شيخ ..


وواصلت سيري …


شباب مغيب :


توجهت تلقاء الرصيف أنتظر الأتوبيس الذي سيقلني إلى الكلية .. وفجأة .. نادى على بصري مشهد ٌ ملفت .. سمع بصري النداء فلبى .. وسرعان ما رفعت بصري من على الأرض لأرسله على هذا المشهد الغريب على الفطر السوية .. إنه صبي لم يكد يبلغ من عمره سبعة عشر عاما يصطحب إلى جواره فتاة ترتدي ثيابا مدرسية .. و كان هذا الفتى حدث السن يضع يده على كتف هذه البنت المراهقة الصغيرة يدلكها تدليكا .. ويمسك بيده الأخرى يدها يفعصها تفعيصا …

نظرت إلى من حولهما .. نظرت إلى وجوههم .. ألا يلفتهم هذا المنظر العجيب ؟ .. لا أجد الوجوه تبالي .. ولم ألق جواب سؤالي ..


سمعت بصعوبة صوت المنادي ( الكمسري ) ينادي : جامعة دقي جيزة … فأشرت إليه كي يقف .. وقفت السيارة .. ولكن للأسف السيارة مليئة وليس بها مكان حتى للوقوف .. لو كنت قد أخذت بالي من أنها ممتلئة ما استوقفتها .. ولكن .. ألهاني المشهد ..


ركبتها .. وقلت لنفسي : هي فرصة أعاود فيها مزاولة نشاطي السابق .. حتما سأعرف الانطباعات عن التعديلات في هذا الزحام الغفير ..

أرسلت الطرف يمنة ويسرة في هذه الحافلة أبحث عن الحقيقة لعلي أجدها ..


ما هذا ؟ شاب يمسك صحيفة بيده .. !! ويتحاور هو ومن بجواره بانفعال !! ها أنا قد وجدت بغيتي .. وجدت الشباب المثقف الناهض .. وجدت النماذج المثلى .. والعقول السميا ..

حركت أقدامي بصعوبة كي أقترب أكثر وأكثر من هذين الشابين لكي أأنس بجوارهما .. تدافعتني الأكتاف .. وأسقمتني الروائح .. لكن هو جهاد في سبيل معرفة الحقيقة … ها أنا قد أصبحت بجوارهما .. ألقيت سمعي بينهما .. وأرسلت طرفي تلقائهما .. سمعت الحوار .. ورأيت الانفعال ..


- إن شاء الله إما أبو تريكة يقوم من المرض ومحمد بركات هتشوفوا الأهلي تاني ..

- يا زميلي الأهلي بتاعكوا ده هيتبهدل في جنوب أفريقيا …

- يا مان اتنيل على عينك بقى بالزمالك اللي جابوله مدرب لو اشتغل مع حمير هياخد بيهم كاس العالم وبرضه مش عارف يعمل حاجة ..

- أصلي يامان .. بكرة لما عمرو زكي يخف .. وحازم يرجع تشوفوا الزمالك ..

سحبت سمعي ، و جذبت طرفي خشية أن أصاب بالجلطة … أو أخر مغشيا علي ..

وسرعان ما عاودت سماء فكري أن تسقط أمطارها على جبال عقلي لتنساب الأفكار من جديد في مسارها الضيق .. وقلت لنفسي .. أ هذا هو الشباب الذي جاهدت للوصول إليه ؟ أهذا هو الشباب المثقف الناهض ؟ أهذه هي النماذج المثلى .. ؟ أهذه هي العقول السميا ؟

يالوجعي .. ذهب جهدي سدى .. أين هذا الشباب من مصير بلادهم .. ؟ أين .. أين ..؟

وفجأة اعترض صوت الكمسري مسار أفكاري وهو ينادي : اللي نازل فنون يقرب ع الباب ..

فدنوت إلى الباب كي أهجر الحافلة ومن فيها …

وواصلت سيري …

تابع..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان   ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان I_icon_minitimeالإثنين أبريل 06, 2009 11:22 am

أديان مستغفلة :

اخترقت مدخل الكلية وأنا أسير بمشيتي المتباطئة .. و بقيت أطلق بصري يمينا ويسارا .. مع السائر و والراكض .. الذاهب والآيب .. أتفقد الوجوه ، وأكتشف الأحوال .

استهواني المسجد .. بمنظره المقدس .. و بروحه المحمس ..فقلت لنفسي : هنا سأجد الحقيقة .. رأيت أحد الزملاء يقف أمام بابه .. واقفا كالأسد الجسور بلحيته الطويلة ، وثيابه القصيره .. وقبعته الطاهرة .. فسرعان ما خفق قلبي .. ودب الأمل في صدري .. فاهتز الجسد هزة النشوى .. وقلت لنفسي : هيا إلى هذا الشيخ الكريم .. فلديه سأجد الرأي .. و سيرشق كلامه قلب الحقيقة .. توجهت إليه في حماس شديد .. وعزم رشيد .. وما إن دنوت منه حتى مددت يدي أصافحه .. و بدا على وجهي الأمل .. و قدمت له تحية الإسلام بصوت متقطع .. وصدري يعلو ويهبط .. ونفسي يدخل ويخرج من شدة اللهفة ..

- السلام عليكم يا شيخ .. كيف حالك

- وعليكم السلام …. تمام الحمد لله .. كيف حالك ؟

- الحمد لله .. كان عندي سؤال محيرني .. وعايز أسأله عليك باعتبارك رجل من الأجلاء الفضلاء .

- اتفضل اسأل .. وان شاء الله تجد الفتوى ..

- إيه رأيك في التعديلات الدستورية يا شيخ ؟

- عايز تسألني في السياسة ؟ الله يسامحك ياشيخ نصر ..

- إيه انا قلتلك حاجة غلط .. ؟

- أنا مهاجر السياسة .. مالنا احنا ومال السياسة .. خلينا ف طلب العلم الشرعي ياشيخ .. لا تشغل بالنا بهذه البدعة ..

- بدعة .. بس دي ياشيخ .. مستقبل بلدنا و دي…

- ياعم ولي الأمر يعمل ما بداله .. وربنا بيقول ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .. والسياسة خروج على ولي الأمر ..

- جزاك الله خيرا ياشيخ .. وأكثر من أمثالك .. السلام عليكم ..


وانصرفت من حواري مع الشيخ الجليل الكريم وأنا مقترح الفؤاد .. وعادت عواصف اليأس تتقاذفني … وانقشعت رياح الأمل كأنها تروح بلا عودة ..

وعادت أفكاري تنساب في مسارها الضيق .. وقلت لنفسي .. ما هذا الهراء ؟ أيكون الدين هكذا ؟ أيكون الحل أن أطلب العلم .. ؟ أي علم ..؟ أطلب الفقه .. ؟ إن الناس لم يعد لديهم حاجة في أن يعرفوا أي الأيام أحب في الصيام لأن أيامهم صارت كلها صيام .. إن الناس لم يعد لديهم حاجة في أن يعرفوا بأي يد ٍ يأكلون .. فالجوع كان المفتي البليغ والشيخ العليم .. إنهم لم يعد لديهم حاجة في أن يعرفوا حكم تربية اللحية .. فخوفهم قد أفتى بوجوب الحلق .. وفقرهم قد أفتى بوجوب الإعفاء . . لم يعد لديهم حاجة في أن يعرفوا حكم تقصير الثياب ففقرهم قد أوجب التقصير ..


عجبا لهذه الأديان .. متى ستستخدم إن لم تستخدم في تحديد مصير الأمم ؟ متى ستستخدم إن لم تستخدم من أجل أخذ الحق من الأسياد الغاصبين .. وإعطائه للعبيد المساكين ..؟

متى ستستخدم إن لم تستخدم من أجل إعطاء الإنسان حريته وكرامته التي خلقه الله بها ؟

متى ستستخدم .. متى ..؟

يالوجعي .. سأظل أهيم على وجهي أبحث عنها .. أنادي في كل الدنيا .. أين هي ؟

أين الحقيقة … ؟ أين الحقيقة ..؟




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
 
ذكريات يوم الاستفتاء على التعديلات..بقلم نصر حسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علمتني الحياة بقلم نصر حسان
» حسان بن ثابت..شاعر رسول الله..
» شيخي أحمد ياسين بقلم الشهيد نزار ريان
» كلمات العزاء .. الجائز والممنوع بقلم د حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الدراسات العلمية :: منتدى * الاسلام والسياسة العالمية*-
انتقل الى: