هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 خواطر عن القصة في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




خواطر عن القصة في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: خواطر عن القصة في القرآن الكريم   خواطر عن القصة في القرآن الكريم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 11:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم

خواطر عن القصة في القرآن الكريم

د . مصطفى السيد
(وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما) [1]
بهذا التلهف الأسيف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لانقطاع السرد والقص ، في قصة الخضر وموسى -عليهما السلام- ، بهذا التلهف تتأوج مكانة القصة بين بقية الأنواع الأدبية ، كما تتوزع قضاياها في القرآن الكريم، وتتوسع شبكة اهـتماماتها ، فتنعكس على مرآة القص في القرآن نفسية اليهود وقد عرّتهم الآيات من كل الغرر ، وطوقت أعناقهم بكل العرر لتلازمهم أوصافهم كألوان عيونهم ، وفي قصص القرآن صورة الأبوة المرّزأة المفجعة في يعقوب ، والأمومة المولهة كما في أم موسى ... إنها رصيد التجربة وتقطير المسيرة التاريخية ، فهي في الشكل كما قال تعالى : [ أَحْسَنَ القَصَصِ ] .
أما المضمون فاقرأ قوله عز اسمه : [ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ] (التاريخ) [ ما نثبت به فؤادك ] (التربية والطمأنينة) [ وجاءك في هذه الحق وذكرى ] (للقص مضمون علمي) [ وموعظة للمؤمنين ] (الوعظ) أو التطهير (هدفان دائمان للأدب ... ) .
القصة القرآنية ليست أزجاء للأعمار في مستنقعات الفن الرخيص الذي تسبح فيه بعض الأقلام التي تتقرى وجبات الجنس ثم تتقيأ سوادها على بياض القرطاس ...
يقول العقاد عن خطورة هذا الاتجاه : " لا فرق بين من يحتال لكسب المال من إدارة أماكن الفساد ، ومن يحتال لكسبه من ترويج كتب الفساد ، بل ربما كانت مصيبة الأماكن التي تدار للإتجار بالأعراض أهون خطراً من مصيبة الكتب التي تعرض للبيع في كل سوق ، لأن البيت الواحد مقصور على زواره الباحثين عنه ولكن الكتاب الذي تباع منه مئات النسخ أو ألوفها خطر يقع فيه كل من يلقاه في طريقه إلى المكتب أو الرصيف .
وفي القصة القرآنية لا يبستر البطل أو يختزل ، بل يعطى فرصة متساوية مع البطل الضد ، يعطي كلا البطلين الممثلين لقضيتين مختلفتين فرصاً متساوية في إظهار هويتهما الفكرية مهما تكن فجة ومتعجرفة أو بهيمية متمردة .
تسجل هذه القصة قاله فرعون لعنه الله : [ أنا ربكم الأعلى] – [ ما علمت لكم من إله غيري ] .
ومقولة قارون : [ إنما أوتيته على علم عندي ] . ولمن سال لعابهم أمام ثروة قارون [ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ] يسجل ذلك كله لأن الشر في العمل الفني لا يموت بكبته واختصار حضوره كما في نتاج بعض الأصوات الأدبية ، وأن الخير لا ينصف بتهميش دوره وتقزيم حضوره كما يلحظ في قصص العلمانيين والملحدين .
وذلك لأن الفن الأدبي أشبه بإقامة المرآة أمام الحياة لتعكس للفضيلة محياها وللزاوية صورتها ولجسد العصر والمجتمع شكله وأثره .
وفي القصة القرآنية إشادة واضحة بصراحة الفعل وصراخة الموقف ، ففي سورة طه خطاب موسى -عليه السلام- فرعون وحاشيته في بعض فصول قصة فرعون وموسى والتي جاءت منجمة في سور القرآن ، كقول رسول الله موسى - عليه السلام- : [ ويْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ] . وحين تفلس قضية فرض الكفر والإلحاد يلجأ فرعون إلى أقصر الطرق للإقناع » ذروني أقتل موسى « ويتوحد القول والفعل والموقف في شخصية مؤمن آل فرعون هذه الشخصية يعرضها لنا القرآن الكريم عبر صوت هادئ وقور ، يوجه خطابه لا لخصمه وحده بل للبشرية جميعها ، وفي هذا الخطاب تتحقق أهم خصوصيات العمل الأدبي .
تجاوزه المناسبة التي قيل فيها ليكون غير مقيد بالزمان أو محتجز بالمكان ولتصبح علاقته بالزمان والمكان علاقة عطائية تجددية [ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ] لم يرد في ثنايا الآيات اسم الرجل وهذا اتجاه أدبي وذلك بعرض القضية لا الشخصية . ويلاحظ أن أبا بكر استشهد بهذه الآية غداة موقف مماثل تعرض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
كما في هذا الموقف حتمية خذلان الدجاجلة [ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ] .
كما في موقف هذه الشخصية الكشف عن السنن الدائمة الثابتة لحركة التأريخ ، وأنها تعمل ضد أولئك الذين يحادون الله ورسوله .
[ يَا قَوْمِ لَكُمُ المُلْكُ اليَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إن جَاءَنَا ] .
وإذا استعرضنا نموذج المرأة في القرآن الكريم لا نجد هذا النموذج انتفائياً لا يعرض للمرأة إلا صورة واحدة ، أو استلابياً بحيث تبدو فيه المرأة سلعة أو شيئاً ، إن ( نموذج ) المرأة في القرآن أو صورة المرأة في القصة القرآنية جاءت متكاملة متوازنة فيها :
الأمومة الحانية : [ وإنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] .
والمولهة : [ وأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً ] .
والحاكمة : كما في سورة النحل اثناء الحديث عن سبأ [ إنِّي وجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ ] .
والمحكومة : [ وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ ] .
والمحادة لزوجها : [ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وامْرَأَتَ لُوطٍ ].
والخاضعة لشهوتها ثم النائية : [ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ ] .
[ إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ] .
ومستهدفة بالإشاعة كما روج أهل الإفك لأمنا عائشة -رضي الله عنها- : [ إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ] .
وفي التطبيق العملي أقدم قصة يوسف -عليه السلام- والتي وصفها الله عز وجل بقوله [ أَحْسَنَ القَصَصِ ] ولقد استأثرت القصة بالسورة كلها .
والقصة تنطلق من رؤيا ليوسف -عليه السلام- تتحول إلى مأساة عائلية ، ثم تنحو منحى إنسانياً ، إذ يدخل فيها أكثر من طرف ، وتحفل بأكثر من دور ، وتعالج القضايا ذوات العدد .
ومكان القصة يتردد بين مصر وفلسطين .
والزمن التاريخي فترة نبوة يعقوب ويوسف .
والرؤيا هي نقطة البدء في القص كما نلحظ بأنها حدث مركزي فقد ترددت في حوار يوسف مع صاحبي السجن عندما سألاه عن رؤيتيهما ، وكان في تفسير يوسف -عليه السلام- لرؤيتيهما نقطة تحول في سير القصة حيث أهله ذلك لينتقل من السجن إلى قصر العزيز ، وفي المرة الثالثة تحمل الرؤيا يوسف -عليه السلام- إلى الوزارة وهي بداية المأساة ونهايتها .
وبدأ السرد برؤيا أو بقول القاص (رأيت فيما يرى النائم) تقنية أخذ بها القاص في العصر الحديث وطورها .
والانطلاق في القصة من الرؤيا يتيح للقاص مجالاً أوسع في المعالجة حيث يتمكن من مزج الخيال واللاواقع بالواقع كما يعفيه من المسؤولية غير الأدبية عن إبداعه . وجانب القضايا التي في قصة يوسف -عليه السلام- وإن كان يبدو شخصياً فهو ليس بعيداً عن الإنسانية كلها وهذه ميزة القصة العظيمة التي لا تتقوقع في ذاتها حول نقسها ، بل هي بقدر ما تكون صورة لصاحبها تكون في الوقت نفسه مرآة للبشرية كلها .
فما أعطي يوسف من حسن في الحديث الصحيح ( شطر الحسن ) ومنزلة عند أبيه أشعل الغيرة في قلوب اخوته ، وهذه الغيرة دفعت بعضهم أن يقترح التصفية الجسدية ليوسف -عليه السلام- وهذه القضية تجبرنا على قراءة عميقة لكثير من خصومات البشرية لنتبين أن تغطية هذه الخصومات بالعلم أو بالمصلحة العامة ما هي إلا غطاء للمشكلة الأساس (الحسد) ، ورحم الله عمر بن أبي ربيعة القائل :
وقديماً كان في الناس الحسد ..
والقضية الثانية قضية المرأة ، فمكانة امرأة العزيز الاجتماعية لم تعصمها عن مراودة يوسف -عليه السلام- ، وكانت الخلوة وجمال يوسف من دوافع هذه المراودة ويبدأ الصراع ولكن بين امرأة العزيز وبين الفضيلة متمثلة بيوسف -عليه السلام- .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




خواطر عن القصة في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر عن القصة في القرآن الكريم   خواطر عن القصة في القرآن الكريم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 11:16 am

تابع معي ..هذه الخواطر

ولقد دار الجزء الأكبر من الفن القصصي منذ أقدم الأزمنة حتى الآن حول مثل هذا الموضوع موضوع المرأة .
ولقد تطور موقف امرأة العزيز في القصة فبعد أن أخفقت في محاولتها انتقلت للضغط المادي والمعنوي على يوسف بالأمر بسجنه [ ليسجننّ وليكونا من الصاغرين ] مستغلة في ذلك سلطتها ومكانتها ، وعلينا أن نلاحظ أن شخصية يوسف -عليه السلام- كانت سبباً حمل إخوته على إبعاده ، وأن هذه المزايا هي التي حملت أيضاً امرأة العزيز على إلقائه في غياهب السجن ويوسف كان مظلوماً في الحالين .
ولكن الحدث ينضج امرأة العزيز فهي ما أن تسمع بأن الألسنة أخذت تلوك سمعتها إلا وتقرر المبادرة إلى إمتحان عملي لمن تناول موقفها باللوم وتأتي النتيجة لصالحها [ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إلَيْهِنَّ وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إنْ هَذَا إلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ] .
ولم يكن يوسف -عليه السلام- ليقبل بالمساومة أو ليرهبه السجن فذكريات الجب قريبة وهو أشد ظلماً وإيلاماً من السجن الذي يكون دخوله بداية لمرحلة مهمة في القصة .
أما امرأة العزيز التي خسرت بداية المعركة على صعيد ما فقد كسبتها في النهاية وطهرها الحدث من موقفها السابق فهي تعترف بمراودة يوسف [ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وإنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ * ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ] .
وهكذا فقد انتهت القصة لصالحها وهو ما فازت به من نضج وتوبة ، ولصالح يوسف وهي الثقة التي مهدت له أكثر عند العزيز وأخيراً لا آخراً إن اعترافات امرأة العزيز تخلي نهائياً ساحة سيدنا يوسف -عليه السلام- من أي خطأ وهذا لو تنبه له بعض المفسرين لما أطالوا في مناقشة هذه القضية ، وفي نهاية القصة إيماءة إلى أن القص ليس نشر المباذل وتجميل السواقط ، بل إن المسؤولية الأدبية والفنية للأديب يجب أن تجعله وفياً للتعاقد المعنوي القائم بينه وبين القراء فلا يجعل من عقره وسقوطه عقداً وسقوطاً لقرائه .
ولم يكن يوسف ليجعل من السجن وقتاً ضائعاً وانخراطاً في عالمه الساقط (أي عالم السجن) بل حوله الى مدرسة تربوية لتعليم العقيدة الصحيحة مستغلاً حاجة سائليه إلى تأويل الرؤيا :
[ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إنِ الحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ ] .
أرأيت إلى إيجابية وعطائية هذه الشخصية ، فالسجن إن حبس الجسد بين أسواره فلن يحبس اللسان والجنان ، ولم يحل بين الداعية ودعوته .
وكما استغل يوسف حاجة صاحبيه في السجن للدعوة إلى التوحيد استغل حاجة إخوانه إلى الامتيار من خيرات مصر ، ورسم خطة للأحداث تنتهي بمواجهتهم وانتزاع هذه الشهادة منهم [ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وإن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ] . هذه الشهادة تأتي متوازية مع شهادة امرأة العزيز وقبل كل ذلك وبعده هناك يعقوب الذي يتابع هذه المأساة بالصبر ثم تنفرج أساريره عندما انتهت المأساة إلى الحل .
ونجد حسن ظنه بالله [ ولا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ] . [ إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ] .
كما نجد مثل ذلك عند يوسف -عليه السلام- ( فاستعصم -معاذ الله -إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) .
وأخيراً أدعو القارئ الكريم إلى التأمل في هذه الشذرات اللغوية الآسرة الساحرة والتي وردت في القصة ، أختار بعضها :
[ إنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ] .
[ يَخْلُ لَكُمْ وجْهُ أَبِيكُمْ ] .
[ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ ] .
[ أَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الجُبِّ ] .
[ هَيْتَ لَكَ ] .
[ واسْتَبَقَا البَابَ ] .
[ قَدْ شَغَفَهَا حُباً ] .
[ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إلَيْهِ ] .
[ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ ] .
[ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ ] .
[ الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ ]
[ وأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ ] .
[ ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي ] .
[ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِياً ] .
[ واسْأَلِ القَرْيَةَ الَتِي كُنَّا فِيهَا والْعِيرَ الَتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ] .
[ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وأَخِيهِ ولا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إنَّهُ لا
يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ ] .
[ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ] .
[ إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ ] .
إنه لدرس لكثير من كتاب القصة الذين تشاغلوا بالواقع عن المعمار اللغوي المتأنق ، وتنبيه للجماليين بأن خدمة الموضوع وقضايا المجتمع عطاء للشكل الأدبي الذي يصبح بدونه إيقاعاً خالياً من أي معنى .
القصة مدرسة مفتوحة تكسر حدود العرف فهي في غرفة النوم ، وقاعة الدرس ، وكرسي الطائرة ، تستخدم اللغة وتخدمها وتعلم الأمة وتمتعها ، وتنقل الينا عبر هذه الوسيلة السحرية - اللغة -تجارب الآخرين المخففة والناضجة والتي تمتد سنين وقروناً نعتصرها في يوم أو بعض يوم فنعيش عمرنا أعماراً وعصرنا أعصاراً .
ولئن كانت القصة بهذه المنزلة فإنتاجها يكون ضرورة أدبية وتوظيفها يغدو مسؤولية شرعية ، فقد وظفت في القرآن كما رأينا ولذا فمراجعة الأديب المسلم الدائمة للنموذج القرآني في القصة من الأهمية بمكان عظيم حتى يكون أدبه صوتاً لا صدى ، وهادفاً لا هاتفاً .
ولقد اخترت الكلام عن القصة لأنها باتت من أهم الأنواع الأدبية الحديثة ، والكثيرون من النقاد يرون بأنها ستكون في المستقبل - وربما صارت - الجنس الأدبي الذي يحتكر القراءة والقراء ، ففيها من الشعر لغته ، ومن المسرح قضيته ، ومن المعروف أن الشعر ذا الطابع القصصي يتقدم على ما سوا5 . وإذا عرفنا أن القصة هي المشكل الأول لعقل الطفل ولغته ، والمكون الأساسي لثقافة الكثير من شبابنا وشاباتنا ، فلو رحنا نحلل فكرياً وسلوكياً ثقافة هذه الشريحة لوجدناها غالباً لا تعدو مجموعة من القصص ، إذا عرفتا ذلك أدركنا أهمية هذا الفن .
إن القصة تفعل الماضي وتخصبه ليكون المستقبل لأنها حوار الأنا والتاريخ .
ويإنتاجنا للقصة الجادة نجبه النص الضد ، والكتابة المنشقة على الإسلام ، ونحول بين عقول قرائنا وبين التلوث الفكري وأدب السوق السوداء الذي يزاحم الفضيلة ويتمدد على حساب قيمنا .
هل لي أن أذكر بأن المعاناة والنية الطيبة والالتزام تشكل مرتكزاً للنهوض بهذا الفن شريطة أن يرتكز هذا النهوض على موهبة في القص وقراءة نهمة في الإنتاج المحلي والعالمي ليكون صوتنا منسجماً مع إيقاع العصر ؟ !


انتهت الخاااااااااااااااااطرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

خواطر عن القصة في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر عن القصة في القرآن الكريم   خواطر عن القصة في القرآن الكريم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 11:40 am

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وبعد
جزيت الجنة والله على هذا الموضوع المهم في نظري نعم نحن نقص عليك احسن القصص الحقيقة انا كلما أقراها في كتاب الله تبكيني اشد البكاء وسبحان الله لم ولن نمل منها وكانها كل مرة تعطينا معاني اخرى سبحان الله على الاعجاز روعة والله يرق قلبك لها وتتعايشها وكانك في قلب القصة
هذا ما يحصل معي كل مرة وانا ازيد على ما تفضلت به هذه الفوائد التي اخذتها او مصدرها تفسير بن سعدي رحمه الله
المعروف بـ(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

لكي يكون الكلام علمي بحت واشكرك يا عروبة وسيتم تثبيت هذا الموضوع نظرا لاهميته ...
قال العلامة بن سعدي رحمه الله في تفسيرة:


في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة التي قال الله في أولها { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } وقال { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ } وقال في آخرها { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } غير ما تقدم في مطاويها من الفوائد.


فمن ذلك، أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنَّة، ومن ذل إلى عز، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها.

ومنها: أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا، وأن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده، وإن أغلب ما تبنى عليه المناسبة والمشابهة في الاسم والصفة، فإن رؤيا يوسف التي رأى أن الشمس والقمر، وأحد عشر كوكبا له ساجدين، وجه المناسبة فيها: أن هذه الأنوار هي زينة السماء وجمالها، وبها منافعها، فكذلك الأنبياء والعلماء، زينة للأرض وجمال، وبهم يهتدى في الظلمات كما يهتدى بهذه الأنوار، ولأن الأصل أبوه وأمه، وإخوته هم الفرع، فمن المناسب أن يكون الأصل أعظم نورا وجرما، لما هو فرع عنه. فلذلك كانت الشمس أمه، والقمر أباه، والكواكب إخوته.

ومن المناسبة أن الشمس لفظ مؤنث، فلذلك كانت أمه، والقمر والكوا كب مذكرات، فكانت لأبيه وإخوته،.ومن المناسبة أن الساجد معظم محترم للمسجود له، والمسجود [له] معظم محترم، فلذلك دل ذلك على أن يوسف يكون معظما محترما عند أبويه وإخوته.

ومن لازم ذلك أن يكون مجتبى مفضلا في العلم والفضائل الموجبة لذلك، ولذلك قال له أبوه: { وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث } ومن المناسبة في رؤيا الفتيين، أنه أول رؤيا، الذي رأى أنه يعصر خمرا، أن الذي يعصر في العادة، يكون خادما لغيره، والعصر يقصد لغيره، فلذلك أوَّله بما يؤول إليه، أنه يسقي ربه، وذلك متضمن لخروجه من السجن.

وأوَّل الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه، بأن جلدة رأسه ولحمه، وما في ذلك من المخ، أنه هو الذي يحمله، وأنه سيبرز للطيور، بمحل تتمكن من الأكل من رأسه، فرأى من حاله أنه سيقتل ويصلب بعد موته فيبرز للطيور فتأكل من رأسه، وذلك لا يكون إلا بالصلب بعد القتل.

وأوَّل رؤيا الملك للبقرات والسنبلات، بالسنين المخصبة، والسنين المجدبة، ووجه المناسبة أن الملك، به ترتبط أحوال الرعية ومصالحها، وبصلاحه تصلح، وبفساده تفسد، وكذلك السنون بها صلاح أحوال الرعية، واستقامة أمر المعاش أو عدمه.

وأما البقر فإنها تحرث الأرض عليها، ويستقى عليها الماء، وإذا أخصبت السنة سمنت، وإذا أجدبت صارت عجافا، وكذلك السنابل في الخصب، تكثر وتخضر، وفي الجدب تقل وتيبس وهي أفضل غلال الأرض.

ومنها: ما فيها من الأدلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قصَّ على قومه هذه القصة الطويلة، وهو لم يقرأ كتب الأولين ولا دارس أحدا.

يراه قومه بين أظهرهم صباحا ومساء، وهو أمِّيٌّ لا يخط ولا يقرأ، وهي موافقة، لما في الكتب السابقة، وما كان لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون.

ومنها: أنه ينبغي البعد عن أسباب الشر، وكتمان ما تخشى مضرته، لقول يعقوب ليوسف { يا بني لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا } ومنها: أنه يجوز ذكر الإنسان بما يكره على وجه النصيحة لغيره لقوله: { فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }

ومنها: أن نعمة الله على العبد، نعمة على من يتعلق به من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، وأنه ربما شملتهم، وحصل لهم ما حصل له بسببه، كما قال يعقوب في تفسيره لرؤيا يوسف { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ } ولما تمت النعمة على يوسف، حصل لآل يعقوب من العز والتمكين في الأرض والسرور والغبطة ما حصل بسبب يوسف.

ومنها: أن العدل مطلوب في كل الأمور، لا في معاملة السلطان رعيته ولا فيما دونه، حتى في معاملة الوالد لأولاده، في المحبة والإيثار وغيره، وأن في الإخلال بذلك يختل عليه الأمر، وتفسد الأحوال، ولهذا، لما قدم يعقوب يوسف في المحبة وآثره على إخوته، جرى منهم ما جرى على أنفسهم، وعلى أبيهم وأخيهم.

ومنها: الحذر من شؤم الذنوب، وأن الذنب الواحد يستتبع ذنوبا متعددة، ولا يتم لفاعله إلا بعدة جرائم، فإخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه، احتالوا لذلك بأنواع من الحيل، وكذبوا عدة مرات، وزوروا على أبيهم في القميص والدم الذي فيه، وفي إتيانهم عشاء يبكون، ولا تستبعد أنه قد كثر البحث فيها في تلك المدة، بل لعل ذلك اتصل إلى أن اجتمعوا بيوسف، وكلما صار البحث، حصل من الإخبار بالكذب، والافتراء، ما حصل، وهذا شؤم الذنب، وآثاره التابعة والسابقة واللاحقة.

ومنها: أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، لا بنقص البداية، فإن أولاد يعقوب عليه السلام جرى منهم ما جرى في أول الأمر، مما هو أكبر أسباب النقص واللوم، ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح، والسماح التام من يوسف ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإذا سمح العبد عن حقه، فالله خير الراحمين.

ولهذا - في أصح الأقوال - أنهم كانوا أنبياء لقوله تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ } وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر وذريتهم، ومما يدل على ذلك أن في رؤيا يوسف، أنه رآهم كواكب نيرة، والكواكب فيها النور والهداية الذي من صفات الأنبياء، فإن لم يكونوا أنبياء فإنهم علماء هداة.

ومنها: ما منَّ الله به على يوسف عليه الصلاة والسلام من العلم والحلم، ومكارم الأخلاق، والدعوة إلى الله وإلى دينه، وعفوه عن إخوته الخاطئين عفوا بادرهم به، وتمم ذلك بأن لا يثرب عليهم ولا يعيرهم به.

ثم برُّه العظيم بأبويه، وإحسانه لإخوته، بل لعموم الخلق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

خواطر عن القصة في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر عن القصة في القرآن الكريم   خواطر عن القصة في القرآن الكريم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 11:47 am

ومنها: أن بعض الشر أهون من بعض، وارتكاب أخف الضررين أولى من ارتكاب أعظمهما، فإن إخوة يوسف، لما اتفقوا على قتل يوسف أو إلقائه أرضا، وقال قائل منهم: { لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } كان قوله أحسن منهم وأخف، وبسببه خف عن إخوته الإثم الكبير.

ومنها: أن الشيء إذا تداولته الأيدي وصار من جملة الأموال، ولم يعلم أنه كان على غير وجه الشرع، أنه لا إثم على من باشره ببيع أو شراء، أو خدمة أو انتفاع، أو استعمال، فإن يوسف عليه السلام باعه إخوته بيعا حراما لا يجوز، ثم ذهبت به السيارة إلى مصر فباعوه بها، وبقي عند سيده غلاما رقيقا، وسماه الله شراء ، وكان عندهم بمنزلة الغلام الرقيق المكرم.

ومنها: الحذر من الخلوة بالنساء التي يخشى منهن الفتنة، والحذر أيضا من المحبة التي يخشى ضررها، فإن امرأة العزيز جرى منها ما جرى، بسبب توحّدها بيوسف، وحبها الشديد له، الذي ما تركها حتى راودته تلك المراودة، ثم كذبت عليه، فسجن بسببها مدة طويلة.

ومنها: أن الهمَّ الذي همَّ به يوسف بالمرأة ثم تركه لله، مما يقربه إلى الله زلفى، لأن الهمّ داع من دواعي النفس الأمارة بالسوء، وهو طبيعة لأغلب الخلق، فلما قابل بينه وبين محبة الله وخشيته، غلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى. فكان ممن { خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أحدهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله" وإنما الهم الذي يلام عليه العبد، الهم الذي يساكنه، ويصير عزما، ربما اقترن به الفعل.

ومنها: أن من دخل الإيمان قلبه، وكان مخلصا لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه، وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه لقوله. { وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } على قراءة من قرأها بكسر اللام، ومن قرأها بالفتح، فإنه من إخلاص الله إياه، وهو متضمن لإخلاصه هو بنفسه، فلما أخلص عمله لله أخلصه الله، وخلصه من السوء والفحشاء.

ومنها: أنه ينبغي للعبد إذا رأى محلا فيه فتنة وأسباب معصية، أن يفر منه ويهرب غاية ما يمكنه، ليتمكن من التخلص من المعصية، لأن يوسف عليه السلام -لما راودته التي هو في بيتها- فر هاربا، يطلب الباب ليتخلص من شرها، ومنها: أن القرائن يعمل بها عند الاشتباه، فلو تخاصم رجل وامرأته في شيء من أواني الدار، فما يصلح للرجل فإنه للرجل، وما يصلح للمرأة فهو لها، إذا لم يكن بينة، وكذا لو تنازع نجار وحداد في آلة حرفتهما من غير بينة، والعمل بالقافة في الأشباه والأثر، من هذا الباب، فإن شاهد يوسف شهد بالقرينة، وحكم بها في قد القميص، واستدل بقدِّه من دبره على صدق يوسف وكذبها.

ومما يدل على هذه القاعدة، أنه استدل بوجود الصُّواع في رحل أخيه على الحكم عليه بالسرقة، من غير بينة شهادة ولا إقرار، فعلى هذا إذا وجد المسروق في يد السارق، خصوصا إذا كان معروفا بالسرقة، فإنه يحكم عليه بالسرقة، وهذا أبلغ من الشهادة، وكذلك وجود الرجل يتقيأ الخمر، أو وجود المرأة التي لا زوج لها ولا سيد، حاملا فإنه يقام بذلك الحد، ما لم يقم مانع منه، ولهذا سمى الله هذا الحاكم شاهدا فقال: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا }

ومنها: ما عليه يوسف من الجمال الظاهر والباطن،.فإن جماله الظاهر، أوجب للمرأة التي هو في بيتها ما أوجب، وللنساء اللاتي جمعتهن حين لمنها على ذلك أن قطعن أيديهن وقلن { مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ } وأما جماله الباطن، فهو العفة العظيمة عن المعصية، مع وجود الدواعي الكثيرة لوقوعها، وشهادة امرأة العزيز والنسوة بعد ذلك ببراءته، ولهذا قالت امرأة العزيز: { وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ } وقالت بعد ذلك: { الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ } وقالت النسوة: { حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ }

ومنها: أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين - إما فعل معصية، وإما عقوبة دنيوية - أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة، ولهذا من علامات الإيمان، أن يكره العبد أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار.

ومنها: أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله، ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حوله وقوته، لقول يوسف عليه السلام: { وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ }

ومنها: أن العلم والعقل يدعوان صاحبهما إلى الخير، وينهيانه عن الشر، وأن الجهل يدعو صاحبه إلى موافقة هوى النفس، وإن كان معصية ضارا لصاحبه.

ومنها: أنه كما على العبد عبودية لله في الرخاء، فعليه عبودية له في الشدة، فــ "يوسف" عليه السلام لم يزل يدعو إلى الله، فلما دخل السجن، استمر على ذلك، ودعا الفتيين إلى التوحيد، ونهاهما عن الشرك، ومن فطنته عليه السلام أنه لما رأى فيهما قابلية لدعوته، حيث ظنا فيه الظن الحسن وقالا له: { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } وأتياه لأن يعبر لهما رؤياهما، فرآهما متشوفين لتعبيرها عنده - رأى ذلك فرصة فانتهزها، فدعاهما إلى الله تعالى قبل أن يعبر رؤياهما ليكون أنجح لمقصوده، وأقرب لحصول مطلوبه، وبين لهما أولا، أن الذي أوصله إلى الحال التي رأياه فيها من الكمال والعلم، إيمانه وتوحيده، وتركه ملة من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذا دعاء لهما بالحال، ثم دعاهما بالمقال، وبين فساد الشرك وبرهن عليه، وحقيقة التوحيد وبرهن عليه.

ومنها: أنه يبدأ بالأهم فالأهم، وأنه إذا سئل المفتي، وكان السائل حاجته في غير سؤاله أشد أنه ينبغي له أن يعلمه ما يحتاج إليه قبل أن يجيب سؤاله، فإن هذا علامة على نصح المعلم وفطنته، وحسن إرشاده وتعليمه، فإن يوسف - لما سأله الفتيان عن الرؤيا - قدم لهما قبل تعبيرها دعوتهما إلى الله وحده لا شريك له.

ومنها: أن من وقع في مكروه وشدة، لا بأس أن يستعين بمن له قدرة على تخليصه، أو الإخبار بحاله، وأن هذا لا يكون شكوى للمخلوق، فإن هذا من الأمور العادية التي جرى العرف باستعانة الناس بعضهم ببعض، ولهذا قال يوسف للذي ظن أنه ناج من الفتيين: { اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ }

ومنها: أنه ينبغي ويتأكد على المعلم استعمال الإخلاص التام في تعليمه وأن لا يجعل تعليمه وسيلة لمعاوضة أحد في مال أو جاه أو نفع، وأن لا يمتنع من التعليم، أو لا ينصح فيه، إذا لم يفعل السائل ما كلفه به المعلم، فإن يوسف عليه السلام قد قال، ووصى أحد الفتيين أن يذكره عند ربه، فلم يذكره ونسي، فلما بدت حاجتهم إلى سؤال يوسف أرسلوا ذلك الفتى، وجاءه سائلا مستفتيا عن تلك الرؤيا، فلم يعنفه يوسف، ولا وبخه، لتركه ذكره بل أجابه عن سؤاله جوابا تاما من كل وجه.

ومنها: أنه ينبغي للمسئول أن يدل السائل على أمر ينفعه مما يتعلق بسؤاله، ويرشده إلى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه، فإن هذا من كمال نصحه وفطنته، وحسن إرشاده، فإن يوسف عليه السلام لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك، بل دلهم - مع ذلك - على ما يصنعون في تلك السنين المخصبات من كثرة الزرع، وكثرة جبايته.

ومنها: أنه لا يلام الإنسان على السعي في دفع التهمة عن نفسه، وطلب البراءة لها، بل يحمد على ذلك، كما امتنع يوسف عن الخروج من السجن حتى تتبين لهم براءته بحال النسوة اللاتي قطعن أيديهن، ومنها: فضيلة العلم، علم الأحكام والشرع، وعلم تعبير الرؤيا، وعلم التدبير والتربية؛ وأنه أفضل من الصورة الظاهرة، ولو بلغت في الحسن جمال يوسف، فإن يوسف - بسبب جماله - حصلت له تلك المحنة والسجن، وبسبب علمه حصل له العز والرفعة والتمكين في الأرض، فإن كل خير في الدنيا والآخرة من آثار العلم وموجباته.

ومنها: أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه، وأن تعبير المرائي داخل في الفتوى، لقوله للفتيين: { قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } وقال الملك: { أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ } وقال الفتى ليوسف: { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ } الآيات،.فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم.

ومنها: أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من صفات الكمال من علم أو عمل، إذا كان في ذلك مصلحة، ولم يقصد به العبد الرياء، وسلم من الكذب، لقول يوسف: { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } وكذلك لا تذم الولاية، إذا كان المتولي فيها يقوم بما يقدر عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وأنه لا بأس بطلبها، إذا كان أعظم كفاءة من غيره، وإنما الذي يذم، إذا لم يكن فيه كفاية، أو كان موجودا غيره مثله، أو أعلى منه، أو لم يرد بها إقامة أمر الله، فبهذه الأمور، ينهى عن طلبها، والتعرض لها.

ومنها: أن الله واسع الجود والكرم، يجود على عبده بخير الدنيا والآخرة، وأن خير الآخرة له سببان: الإيمان والتقوى، وأنه خير من ثواب الدنيا وملكها، وأن العبد ينبغي له أن يدعو نفسه، ويشوقها لثواب الله، ولا يدعها تحزن إذا رأت أهل الدنيا ولذاتها، وهي غير قادرة عليها، بل يسليها بثواب الله الأخروي، وفضله العظيم لقوله تعالى: { وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }

ومنها: أن جباية الأرزاق - إذا أريد بها التوسعة على الناس من غير ضرر يلحقهم - لا بأس بها، لأن يوسف أمرهم بجباية الأرزاق والأطعمة في السنين المخصبات، للاستعداد للسنين المجدبة، وأن هذا غير مناقض للتوكل على الله، بل يتوكل العبد على الله، ويعمل بالأسباب التي تنفعه في دينه ودنياه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

خواطر عن القصة في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر عن القصة في القرآن الكريم   خواطر عن القصة في القرآن الكريم I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 11:52 am

ومنها: حسن تدبير يوسف لما تولى خزائن الأرض، حتى كثرت عندهم الغلات جدا حتى صار أهل الأقطار يقصدون مصر لطلب الميرة منها، لعلمهم بوفورها فيها، وحتى إنه كان لا يكيل لأحد إلا مقدار الحاجة الخاصة أو أقل، لا يزيد كل قادم على كيل بعير وحمله.

ومنها: مشروعية الضيافة، وأنها من سنن المرسلين، وإكرام الضيف لقول يوسف لإخوته { أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ }

ومنها: أن سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم، فإن يعقوب قال لأولاده بعد ما امتنع من إرسال يوسف معهم حتى عالجوه أشد المعالجة، ثم قال لهم بعد ما أتوه، وزعموا أن الذئب أكله { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا } وقال لهم في الأخ الآخر: { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ } ثم لما احتبسه يوسف عنده، وجاء إخوته لأبيهم قال لهم: { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا } فهم في الأخيرة - وإن لم يكونوا مفرطين - فقد جرى منهم ما أوجب لأبيهم أن قال ما قال، من غير إثم عليه ولا حرج.

ومنها: أن استعمال الأسباب الدافعة للعين أوغيرها من المكاره، أو الرافعة لها بعد نزولها، غير ممنوع، بل جائز، وإن كان لا يقع شيء إلا بقضاء وقدر، فإن الأسباب أيضا من القضاء والقدر، لأمر يعقوب حيث قال لبنيه: { يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ }

ومنها: جواز استعمال المكايد التي يتوصل بها إلى الحقوق، وأن العلم بالطرق الخفية الموصلة إلى مقاصدها مما يحمد عليه العبد، وإنما الممنوع، التحيل على إسقاط واجب، أو فعل محرم.

ومنها: أنه ينبغي لمن أراد أن يوهم غيره، بأمر لا يحب أن يطلع عليه، أن يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب، كما فعل يوسف حيث ألقى الصُّواع في رحل أخيه، ثم استخرجها منه، موهما أنه سارق، وليس فيه إلا القرينة الموهمة لإخوته، وقال بعد ذلك: { مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ } ولم يقل "من سرق متاعنا" وكذلك لم يقل "إنا وجدنا متاعنا عنده" بل أتى بكلام عام يصلح له ولغيره، وليس في ذلك محذور، وإنما فيه إيهام أنه سارق ليحصل المقصود الحاضر، وأنه يبقى عند أخيه وقد زال عن الأخ هذا الإيهام بعد ما تبينت الحال.

ومنها: أنه لا يجوز للإنسان أن يشهد إلا بما علمه، وتحققه إما بمشاهدة أو خبر من يثق به، وتطمئن إليه النفس لقولهم: { وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا }

ومنها: هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام، حيث قضى بالتفريق بينه وبين ابنه يوسف، الذي لا يقدر على فراقه ساعة واحدة، ويحزنه ذلك أشد الحزن، فحصل التفريق بينه وبينه مدة طويلة، لا تقصر عن خمس عشرة سنة، ويعقوب لم يفارق الحزن قلبه في هذه المدة { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } ثم ازداد به الأمر شدة، حين صار الفراق بينه وبين ابنه الثاني شقيق يوسف، هذا وهو صابر لأمر الله، محتسب الأجر من الله، قد وعد من نفسه الصبر الجميل، ولا شك أنه وفى بما وعد به، ولا ينافي ذلك، قوله: { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ } فإن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وإنما الذي ينافيه، الشكوى إلى المخلوقين.

ومنها: أن الفرج مع الكرب؛ وأن مع العسر يسرا، فإنه لما طال الحزن على يعقوب واشتد به إلى أنهى ما يكون، ثم حصل الاضطرار لآل يعقوب ومسهم الضر، أذن الله حينئذ بالفرج، فحصل التلاقي في أشد الأوقات إليه حاجة واضطرارا، فتم بذلك الأجر وحصل السرور، وعلم من ذلك أن الله يبتلي أولياءه بالشدة والرخاء، والعسر واليسر ليمتحن صبرهم وشكرهم، ويزداد - بذلك - إيمانهم ويقينهم وعرفانهم.

ومنها: جواز إخبار الإنسان بما يجد، وما هو فيه من مرض أو فقر ونحوهما، على غير وجه التسخط، لأن إخوة يوسف قالوا: { يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ } ولم ينكر عليهم يوسف.

ومنها: فضيلة التقوى والصبر، وأن كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثار التقوى والصبر، وأن عاقبة أهلهما، أحسن العواقب، لقوله: { قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }

ومنها: أنه ينبغي لمن أنعم الله عليه بنعمة بعد شدة وفقر وسوء حال، أن يعترف بنعمة الله عليه، وأن لا يزال ذاكرا حاله الأولى، ليحدث لذلك شكرا كلما ذكرها، لقول يوسف عليه السلام: { وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ }

ومنها: لطف الله العظيم بيوسف، حيث نقله في تلك الأحوال، وأوصل إليه الشدائد والمحن، ليوصله بها إلى أعلى الغايات ورفيع الدرجات.

ومنها: أنه ينبغي للعبد أن يتملق إلى الله دائما في تثبيت إيمانه، ويعمل الأسباب الموجبة لذلك، ويسأل الله حسن الخاتمة، وتمام النعمة لقول يوسف عليه الصلاة والسلام: { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }

فهذا ما يسر الله من الفوائد والعبر في هذه القصة المباركة، ولا بد أن يظهر للمتدبر المتفكر غير ذلك.

فنسأله تعالى علما نافعا وعملا متقبلا، إنه جواد كريم.

المصـدر تفسير بن سعدي رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
 
خواطر عن القصة في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: مع الكلمة الراقية ** منتدى الادباء** :: تحت ظل حرف ** مقالات ، اخبار وخواطر **-
انتقل الى: