هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لازالت طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم
 
منتدى حملة الحقالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أحييكم بتحية اهل الجنة فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ...اعضاء منتدى حملة الحق... اعلن عن تصميم منتدى جديد يحمل نفس العنوان بنفس الاقسام وسننتقل اليه في الايام القليلة القادمة نسال الله الاخلاص والقبول ترقبوا الرابط الجديد للمنتدى الجديد **** لكم مني كل الاحترام والتقدير ...المديرة العامة أم اسلام.

 

 الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم اسلام
Admin
أم اسلام


عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 21/01/2009

الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟ Empty
مُساهمةموضوع: الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟   الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟ I_icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 11:22 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟

الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟ 69446433

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر انبرت الكثير من الأصوات المنادية بضرورة التعامل مع الظاهرة الأصولية التي كان أحد أطرافها مسئولا عن الأحداث الإرهابية وما لحقها من أحداث أخرى حتى يومنا هذا، بطرق تعالج هذه الظاهرة المتفشية في الكثير من البلاد العربية والإسلامية. فظهرت بعض الدعوات التي تنادي بالاعتدال والوسطية والابتعاد عن الغلو والتطرف في فهم الدين وفي النظرة للآخرين والبحث في سبل التعايش بين الجميع وغيرها من أمور المراد منها إعطاء صورة مغايرة للمسلمين غير الصورة التي سادت مؤخرًا بسبب ممارسات بعض الأطراف الأصولية والمتطرفة.

وقد بوشر بالفعل في بعض الخطوات بهذا الشأن بعضها كان جادا، خصوصا من قبل بعض الحكومات التي عانت دولها من ممارسات إرهابية، عبر رصد الميزانيات الخاصة بذلك والقيام ببعض الخطوات العملية، وكذلك نفر من رجال الدين المعتدلين وغيرهم من الحرصاء بصدق على الإسلام والمسلمين. لكن ركبت الموجة بعض الأطراف الأصولية التي أخذت هي الأخرى ترفع شعار الاعتدال والوسطية، لكنها في حقيقة الأمر آخر من يطبقهما.

وخلال السنوات السبع التي تلت أحداث سبتمبر، استمرت ظواهر العنف والهجمات الإرهابية في مختلف بقاع العالم، ولم تفلح المحاولات الرامية لخلق حالة من الوسطية والاعتدال في كبح جماح ذلك، وهذا دليل على أن هناك خللا في طريقة المعالجة وسوء فهم لكيفية الوصول للاعتدال والوسطية.

فقد غلب على الدعوة للوسطية والاعتدال الخطاب الوعظي، أي كان الوعظ والإرشاد عماد هذه الدعوة، وتميز أيضا في جوانب منه بالأطروحات السردية ذات الطابع الانفعالي والعاطفي التي تحرك العواطف وتستثيرها وأخذ العبرة من بعض الدروس والأحداث بطريقة قصصية. ولا يمكن التقليل من أهمية الوعظ والإرشاد لمحاربة التطرف؛ لأن الخطاب الديني بشكل عام يقوم على ذلك، لكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة لمحاربة التطرف والوصول إلى الاعتدال؟ هذه الطريقة من المعالجة لا يمكن أن تحل المشكلة التي ما زالت قائمة حتى الآن؛ فهي تتناول النتائج وتتغافل عن الأسباب التي أنجبت مظاهر التطرف والتعصب المختلفة والمسئولة عن استمرارها حتى يومنا هذا، وتتلخص في البيئة الثقافية الحاضنة للتطرف والعنف، أي الثقافة السائدة المسئولة عن إنتاج هذه الظواهر. فظهور الحركات الأصولية وتفريخها بالشكل الذي نراه حاليا يأتي نتيجة لعوامل ثقافية عدة، بالإضافة إلى بعض العوامل السياسية والاقتصادية وما يندرج تحتها من ممارسات.

والمعالجة المطلوبة لظاهرة التطرف والإقصاء والتعايش مع الآخر وغيرها تأتي من إصلاح الثقافة المسئولة عنها، أي أن الإصلاح الثقافي الشامل هو العنصر المهم في خلق بيئة يسود فيها الاعتدال والوسطية وفي حال عدم وجود ذلك، فلن تتحقق الأهداف المرجوة من الداعين لمعالجة التطرف. ويمكن تحديد مجموعة من العناصر في الثقافة السائدة التي تعتبر من العناصر الأساسية التي تقف حجر عثرة أمام قيام ثقافة تحتضن الاعتدال والوسطية. أول هذه العناصر هو غياب التفكير العقلاني؛ إذ لا مكان للعقل الحر في ثقافتنا التي تحاصر العقل بمجموعة من المسلمات غير القابلة للتعايش أو النقد أو حتى التحليل وتمثل الكثير منها أساسا للتفرقة والتمييز وكذلك الإقصاء أو إلغاء الآخر وعدم التعايش معه وغياب أي شكل من أشكال الحوار الحقيقي على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والتعليمية وغيرها.

أما العنصر الثاني، فهو غياب التعددية الفكرية أو التعدد الثقافي القائم على أسس فكرية. فثقافتنا الدارجة تكاد تخلو تماماً من أي مظهر من مظاهر الفكر، فما بالنا بالتعددية الفكرية. فالأسس التي تقوم عليها تحمل بذور التفرقة والإلغاء فيها مثل الطائفة والقبيلة والعائلة والعرق. فهي تقوم على أسس اجتماعية وعادات وتقاليد لا تخلو من تصنيفات وتقسيمات بناءً على الوضع الاجتماعي لمختلف أفراد المجتمع.

ومن جانب آخر فإن الفكر هو القادر على تجاوز هذه الفروقات والتقسيمات وخلق ثقافة بديلة عنهما. ويمكن أن ينظر من خلاله الأفراد لبعضهم البعض بطريقة فيها من الموضوعية والاعتدال والوسطية والتعامل السوي مع الفرد كفرد له حقوق وواجبات معروفة وكمواطن يعيش في دولة متساوي الحقوق مع غيره. فالاعتدال في جانب منه هو الاتزان وهو طريقة من التفكير التي تغلب العقل على أي شيء آخر وكذلك الأمر بالنسبة إلى الوسطية. فالنظرة التي ترى بأنها يمكن أن تتحقق عن طريق الوعظ والإرشاد نظرة قاصرة.

فالوسطية طريقة منهجية من التفكير أساسها يقوم على التجرد والموضوعية، أي طريقة من التفكير المنطقي الذي تقاس من خلاله الأمور، ولا مكان فيه للعاطفة أو الانفعال أو للعوامل الشخصية أو الاجتماعية.. ولا تعني أن يتخذ الإنسان مواقف وسط بين طرفين نقيضين، أو يسعى لحلول وسط لبعض القضايا؛ فهذا فهم سطحي جدا ولا يعالج طبيعة المشكلة نفسها.

تجدر الإشارة هنا إلى أن قضية الاعتدال والوسطية لا تقتصر على الأطراف الأصولية فقط، وإن كانت هي تمثل واجهتها؛ فمعظم الأطراف السياسية الأخرى ذات التوجهات الفكرية والقومية أو غيرها، يعاني الكثير من أعضائها من هذه المشكلة. فالتطرف والحدية والانفعال في اتخاذ المواقف والتعامل مع الآخر والإقصاء وغياب الحوار معه، أو ربما الحوار بين أعضاء التنظيم نفسه وغيرها من السمات السائدة عند معظم التنظيمات السياسية العربية، على الرغم من الإدعاء بالممارسة الديمقراطية أو المطالبة بتطبيقها. فهذه السمات بشكل عام جزء لا يتجزأ من العقلية السائدة في المجتمع. بمعنى أن القضية تعتبر ظاهرة عامة لا تقتصر على فصيل أو تيار سياسي بعينه، وهذا دليل دامغ على أن المسألة ثقافية في الدرجة الأولى. فهناك بالتأكيد خلل في جوانب من الأسس التي تقوم عليها الثقافة الدارجة وطريقة تشكيلها للعقول منذ الصغر والتي تلازم الأفراد في مختلف مراحل حياتهم ونادرا ما يتم التخلص منها.

أما العامل الأخير، فهو يرتبط بمفهوم "اليقين" الذي يعتبر مسألة جوهرية في تحقيق الاعتدال والوسطية. فيقين الإنسان بصحة أفكاره والتمسك بها إلى حد التعصب والتزمت هو الذي يفقده الاتزان أو الاعتدال في التفكير ويقيد عقله بأفكار إلى حد التقديس والتسليم بصحتها المطلقة. ومعالجة هذه المشكلة تقتضي فهم وتحليل كيفية الوصول لليقين وتكوّنه عند الإفراد في الثقافة الدارجة حتى يتم التمكن من تغيير طريقة التفكير التي تفرز ظواهر التطرف والتعصب. فبإيجاز يقوم اليقين عندنا على أسس ذاتية؛ لأنه انعكاس لثقافتنا التي تقوم على أسس ومعايير وقيم ذاتية ويفتقر للدليل والبرهان المادي على صحة الكثير من المفاهيم والأفكار، أي اليقين السائد يعتبر غير واقعي، وهذا بحد ذاته يمثل إشكالية كبرى تتطلب عمل الكثير من أجل معالجتها.

الاعتدال والوسطية في نهاية الأمر جزء من تفكير الإنسان ورؤيته للواقع والقضايا الناتجة عنه، وطريقة التفكير، لا يعالجها إلا الفكر وأدواته، لا الوعظ أو الكلام السردي اللغوي الذي نبدع بتصفيفه، وفي الوقت نفسه بعدم تطبيقه.

** كاتب كويتي

المصدر: صحيفة أوان الكويتية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oumou4islam.yoo7.com
 
الوسطية والاعتدال.. وعظ أم ثقافة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الدراسات العلمية :: منتدى ** ثقافة وفكر **-
انتقل الى: