ثم يهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا دابة، ولا حائط، إلا شجر الغرقد الذي يزرعه اليهود الآن في فلسطين ، فإنها من شجرهم لا تنطق، كل شيء ينطق، يقول: يا عبد الله يا مسلم، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، وبذلك يكون المسيح الدجال قد انتهى وتزول الفتنة، ثم تقع بعد ذلك أحداث أخرى (دروس الشيخ محمد المنجد ) .
والحجر والشجر سينطقان بإذن الله في يوم لا مرد له من الله ـ كما ورد في أخبار الساعة عندما يقاتل المسلمون اليهود ويختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، ولا يجوز الرجم بالغيب والقول بأن القتال الدائر اليوم مع اليهود، هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم ضمن أمارات الساعة، فهذا نوع من التعجل، كما لا يجوز أيضًا تعطيل الجهاد انتظارًا لظهور المهدي.
وقد قاتل المسلمون اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتصروا عليهم وأجلوهم من جزيرة العرب امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا» ولكن هذا القتال ليس هو القتال الذي هو من أشراط الساعة وجاءت به الأحاديث الصحيحة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المسلمين سيقاتلونهم إذا خرج الدجال ونزل عيسىـ عليه السلام ـ.
روى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه حديثًا طويلاً في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسف الشمس، وفيه أنه ذكر الدجال فقال: «وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالاً شديدًا، ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده، حتى أن جذم الحائط أو قال: أصل الحائط». وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة لينادي أو قال يقول: «يا مؤمن» أو قال: «يا مسـلم هذا يهـودي» أو قال: «هذا گافر تعــالى فاقتلــه» قال:«ولن يكون ذلك گذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون بينگم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذگرًا»(2).
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالى فاقتله إلا الغرقد(1) فإنه من شجر اليهود»(2). وهذا لفظ مسلم.
والذي يظهر من سياق الأحاديث أن كلام الحجر والشجر ونحوه حقيقة وذلك لأن حدوث تكلم الجمادات ثابت في غير أحاديث قتال اليهود. فإنه ليس هناك دليل يوجب حمل اللفظ على خلاف حقيقته. ونطق الجماد قد ورد في ايات من القرآن منها قوله تعالى: {أنطقنا الله الذي أّنطّقّ كٍلَّ شّيًءُ} (سورة فصلت:21). وقوله: {وإن مٌَن شّيًءُ إلاَّ يٍسّبٌَحٍ بٌحّمًدٌهٌ ولّكٌن لاَّ تّفًقّهٍونّ تّسًبٌيحّهٍمً} (سورة:الإسراء:44).
وجاء في الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته عن الدجال وحذرناه ـ فذكر خروجه ثم نزول عيسى ـ عليه السلام ـ لقتله وفيه «قال عيسى \: افتحوا الباب، فيفتح، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلي وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هاربًا، ويقول عيسى ـ عليه السلام ـ: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة؛ إلا الغرقد، فإنها من شجرهم لا تنطق» .
فالحديث فيه التصريح بنطق الجمادات، وأيضًا فإن استثناء شجر الغرقد من الجمادات بكونها لا تخبر عن اليهود لأنها من شجرهم، وهم يزرعون الآن الغرقد بكثافة.
ها أنت ترى من خلال هذا العرض أن قتال المسلمين مع اليهود في آخر الزمان، يستنطق فيه الحجر والشجر، ويكون بعد نزول عيسى ـ عليه السلام ـ وواضح أن الذين يحدث لهم ذلك يكونون من المسلمين الذين يحسنون المسير إلى ربهم، ويقيمون واجب العبودية في أنفسهم ودنيا الناس من حولهم: يا مسلم، يا عبد الله، فليس هو عبدًا للشيطان ولا للسيد البدوي ولا للحسين، وليس منطلقة يومئذ قوميًا ولا اشتراكًا ولا ديمقراطيًا.
إن الخطر كبير في نقل الأخبار دون تثبت وخصوصًا مع سهولة الاتصال، وقد صارت الدنيا أشبه بقرية صغيرة. ونحن عندما نرفض ونذم التعجل، لا ننكر قدرة الله على أن يجعل الحجر والشجر ينطق الآن وفي كل وقت وحين، وإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون. نحتاج لصبر ويقين تخالط بشاشته القلوب، وهذه عدة الإمامة في الدين، قال تعالى: {وجّعّلًنّا مٌنًهٍمً أّئٌمَّةْ يّهًدٍونّ بٌأّمًرٌنّا لّمَّا صّبّرٍوا وكّانٍوا بٌآيّاتٌنّا يٍوقٌنٍونّ} (سورة السجدة:24). قال العلماء: لما أخذوا برأس الأمر جعلهم رؤوسًا، أي لما أخذوا بالصبر واليقين جعلهم سبحانه أئمة.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهي فيه عن المنكر.
اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الزيغ والعناد، اللَّهم انجِ المسلمين المستضعفين في كل مكان ورد كيد الكافرين إلى نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرهم، وعجل بنصرك المبين فإنك نعم المولى ونعم النصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(الشيخ سعيد عبد العظيم ) .
وممن له رأي آخر أن هذا الحدث ربما يكون قبل الدجال الشيخ ناصر العمر حيث يقول في كتابه رؤية استراتيجية للقضية الفلسطينية ما نصه : نحن نؤمن بأن الانتصار على اليهود قضاء قدري كوني وشرعي، حيث ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي ، فتعال فاقتله) والانتصار النهائي والمعركة الفاصلة ستكون آخر الزمان حين يكون المسلمون تحت راية المسيح عليه السلام وأميرهم المهدي ويكون اليهود تحت راية المسيح الدجال. ومقتضى الإيمان بهذا النصر أن نعمل بجد ويقين لا أن نتكل ونتخاذل فترك القتال والاستعداد له بحجة أن تلك المعركة الفاصلة لم يحن وقتها خطأ لأمور : -
-أن النصوص المبشرة بانتصار المسلمين جاء بعضها مطلقاً لا تقييد فيه بكون المعركة بين جيش الإسلام بقيادة المسيح عليه السلام والمهدي وجيش اليهود بقيادة الدجال ، فحمل بعض هذه النصوص على بعض ليس متعيناً وليس من شرط حدوث الخارق (تكليم الحجر والشجر) أن يكون في آخر الزمان فليس على الله بعزيز أن يكون في جولة قبل ذلك بل في هذه الجولة .
-أننا لا نعلم متى تقع المعركة الفاصلة ولا ما هي مقدماتها، ولم نُتعبَّد بانتظارها وإنما تعبدنا الله بالجهاد والإعداد لليهود وغيرهم .
-أن عموم الأدلة يدل على أن المعركة مع الكفر مستمرة دائمة وليس هناك من دليل شرعي أو تاريخي يمنع وقوع معارك أخرى بيننا وبين اليهود قبل المعركة الفاصلة فإن الحرب سجال حتى يأتي الفتح الأعظم ، وهكذا كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش حتى جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً .
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال: فينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام - فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا ، فيقول: لا . إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة) .
-من المهم أن نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود ، فلن نجد مَنْ وَصَفَ اليهود ، وعَرّف بنفسياتهم ثم حكم عليهم بما هم أهل له مثل القرآن، وحيث إن منطلقنا في التعامل معهم هو كتاب الله، فلابد من دراسة القرآن، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة حيث نبني على ذلك رسم خطط المستقبل وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.
فمن صفاتهم: الذل والمسكنة (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) .
وكذلك الغدر والخيانة (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم) .
ومن صفاتهم الجُبن والضعف (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله) (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جُدر).
ومن صفاتهم عدم اتحاد كلمتهم وتفرقهم واختلاف قلوبهم بل وشدّة تناحرهم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) .
فمن كانت هذه بعض صفاته ، كيف يُنزَّل فوق منزلته ، أو يُوثق في عهده ، أو يخاف من قوته.
انتهى كلام الشيخ ناصر العمر .
ان كلام الشجر والحجر هو كلام حقيقي وليس مجاز وذلك لان الأصل في الكلام الحقيقة وليس ذلك على الله بعزيز من انطق عيسى عليه السلام في المهد قادر على أن ينطق الحجر والشجر والله على كل شيء قدير .
ويذكر أن باحثين أمركيين زارا أحد الدعاة في بيته طالبين فهم الحديث في ضوء الواقع المعاصر، ولقد أخبرا بأن اليهود يؤمنون بصحة مضمون الحديث، وهم يعملون جادين على تأخير هذا اليوم، ويزرعون شجر الغرقد استعداداً لذلك.
إن اليهود يقومون بحملة على أوسع نطاق بزراعة شجر الغرقد، لأنهم يؤمنون بكلام رسول الله (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُون ) (سورة الأنعام: 33) يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كما قال عبد الله بن عبد سلام: إني لأقر لمحمد بالنبوة أكثر ما أقر لابني بالبنوة، (محمد رسول الله حقا وصدقا وعدلا(، يقومون بحملة رهيبة بزراعة شجر الغرقد، لأنهم يعلمون أن هذا الشجر الذي ذكره محمد رسول الله هو الذي لا ينطق، لأنهم على يقين بقرب هذا اليوم ومجيء هذا اليوم، لأنهم أهل عقيدة وأهل كتاب، والله لن ينتصر المسلمون على اليهود إلا بالرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مصداق هذا قوله تعالى ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) )(11) سورة محمد .
وليد ملحم
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية